الاسلام عقيدة مبنية على المحبة والتسامح والرحمة جاء ليخرج الناس من ظلمات الجهل والطغيان الى نور العلم والمعرفة والايمان فهو رحمة للعالمين وهداية للبشرية كلها ولم يكن فكرا مجردا بل كان سلوكا عمليا فقد بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة 13 سنة يدعو الناس ويعرض عليهم الاسلام في صبر وتحمل ويتلقى منهم سوء المعاملة قولا وفعلا ولما اشتد الاذى باصحابه أذن لهم بالهجرة الى الحبشة (اثيوبيا حاليا) ثم الى المدينةالمنورة ولما تآمرت عليه قريش وارادت قتله هاجر الى المدينة ليقيم أول دولة اسلامية لها دستور يعترف بكل مكونات المجتمع فيها من انصار ومهاجرين ويهود وحتى بعض المشركين ويبين حقوق وواجبات كل مجموعة سكانية وبعد معارك طاحنة مع قريش وحلفائها ذاق فيها المسلمون النصر والهزيمة كما حدث في بدر وأحد والخندق لم يغلق باب الحوار وعقد مع قريش صلح الحديبية الذي نقضته قريش التي أتته طائعة مذعنة عند فتح مكة فعفا عنها قائلا ( اذهبوا فانتم الطلقاء ) وجاء الخلفاء الراشدون من بعده ففتحوا العراق وفارس والشام ومصر فساسوا الناس بالعدل ودخل الناس في دين الله أفواجا وتواصلت الفتوحات وامتد حكم المسلمين من حدود الصين شرقا الى الاندلس( اسبانيا) غربا وقد رحب أهل تلك البلدان بالمسلمين لما بلغهم عنهم من عدل وحسن معاملة واخلاق رفيعة بل ان الكثير من المناطق اسلمت على ايدي التجار المسلمين كما حدث في غرب أفريقيا وشرقها وفي اندونيسياوالهند وكان الفاتحون يشيدون المدن ويرسون معالم الحضارة في كل مكان فتحولت تلك البلدان الى مراكز للحضارة والعمران فكانت بغداد والقاهرة ودمشق والقيروان وبجاية وقرطبة وترجموا علوم ومعارف الحضارات السابقة مثل حضارة اليونان والرومان واضافوا اليها وقد استعانوا بالمترجمين من غير المسلمين واضافوا الى تلك العلوم الكثير في الفلك والرياضيات والفلسفة والطب والصيدلة فكانت حضارتهم حضارة انسانية شارك فيها ابناء الشعوب التي استظلت بحكم المسلمين الذين شيدوا ارقى المراكز العلمية والجامعات التي كان ياتيها الطلبة من اوربا التي كانت تعيش في ظلام القرون الوسطى وعن طريق المسلمين في صقلية والاندلس وخلال الحروب الصليبية تمكنت أوربا أن تنهض من جهلها وتخلفها فلاسلام رسالة سماوية سامية مبنية على العدل والتسامح وتعتبر ان البشر كلهم من آدم ولا فضل لابيض على اسود أو أحمر وان الله جعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا كما جاء في سورة الحجرات وقد حرم الظلم والقتل بغير الحق وسفك دماء الابرياء أو اخذ أموالهم ظلما وقهرا ونجد في صحابة رسول الله سلمان الفارسي وبلال الحبشي وصهيب الرمي. مما يؤكد أن الاسلام لا يخص العرب وحدهم وانما كان لهم الشرف في السبق اليه والقيام بنشره بين الناس واليوم نجد المسلمين في مختلف بقاع العالم ومن كل الاجناس والانواع وقد كانت حضارتهم في الاندلس تضم العرب والبربر والاسبان والايطاليين في صقلية وفي العراق تضم العرب والفرس والترك والاكراد وكانت حضارة الهند تحت حكم المغول المسلمين فكانت العناصر المشاركة في حضارة المسلمين من قوميات وديانات مختلفة فيها المسلم والمسيحي واليهودي والبوذي والمجوسي والوثني كلهم يعيشون جنبا الى جنب ويتحاكمون الى قضاة مسلمين فينالون حقوقهم كاملة وحتى في ايام الحروب والعداوات لم تغب الرحمة من قلوب القادة المسلمين ونتذكر خصال صلاح الدين الايوبي الذي كان يداوي جرحى الصليبين ويطعمهم ويفرج على الفقراء منهم دون فدية ونتذكر الامير عبد القادر الذي انقذ 15 ألف مسيحي في سوريا سنة 1860 وهو الذي احتلت فرنسا المسيحية ارضه ونفته منها ونتذكر الخليفة عمر بن الخطاب الذي امر بالانفاق على شيخ يهودي فقير من بيت مال المسلمين. فلاسلام دين حضارة ورحمة ومحبة وتعاون وتكافل ويدعو الى السلام ونبذ العنف والتطرف ولا علاقة له بالارهاب فحتى الجهاد في الاسلام فرض للدفاع عن النفس وليس للاعتداء على الاخرين والاستعداد للحرب لايعني القيام بها كما جاء في ءاية الجهاد في سورة الانفال (( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ,,,,وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ).