تميزت أفلام السينما الجزائرية منذ الاستقلال و إلى يومنا هذا بملامح متغيرة من عشرية إلى أخرى بتغير عقلية المجتمع و ثقافته ، و قد عرفت السينما الجزائرية عموما بالتزامها تجاه ثورة الشعب المظفرة و بطولاته، و التزامها تجاه الأرض و الهوية، و كذا التزامها بقضايا المجتمع الجزائري. لكن ينبغي الإشارة أنه يبدو جليا تميز السينما الجزائرية مطلع الألفية الثالثة، هذه المرحلة التي يمكن أن نعبر عنها بمرحلة ما بعد العشرية السوداء، حيث واصل الجيل السينمائي الأول _من أمثال محمد لخضر حمينة و أحمد راشدي_ مسيرته الفنية بنفس المواضيع القديمة التي صقلتهم الثورة عليها . فقدموا سلسلة من الأفلام الثورية برؤى جديدة وتحليلات مختلفة. هنا لا تبقى السينما الجزائرية رتيبة بموضوعها القديم بل تخلق هته المعالجات الجديدة لموضوع الثورة والشعب نفسا جديدا لسينما لطالما تشابهت أفلامها ذات الموضوع الواحد. فقد انتقل المخرج أحمد راشدي من سينما بطل واحد ووحيد وهو الشعب إلى سينما تركز على قادة الثورة وبطولتهم النضالية، بأفلامه التي عنونها بأسماء هته الشخصيات الثورية الخالدة: كفيلم « مصطفى بن بولعيد « 2009 وفيلم «العقيد لطفي 2015» اللذان أنتجتهما وزارة المجاهدين. ولم تتوقف هته المعالجة الجديدة لموضوع السينما القديم على كاميرا الجيل السينمائي الأول ، بل أصبحت موضة سينمائية للبعض من مخرجي الجيل الثاني مثل المخرج سعيد ولد خليفة بفيلمه « أحمد زبانة « سنة 2012 والمخرج بلقاسم حجاج بفيلمه « لالة فاطمة نسومر « سنة 2016. وضمن نفس الموضوع الثوري النضالي الذي اتخذته سينما الألفية الثالثة لأفلامها يشد انتباهنا فيلم ‘'خراطيش غولواز'' لمخرجه مهدي شارف سنة 2007 الذي أنتج في إطار فعاليات تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، هذا الفيلم الذي تناول هو الآخر موضوع الثورة، ولكن هذه المرة الثورة في آخر أيامها، وبكاميرا تركز كل نظرها على الطفولة بكل ما تحمله من مغامرة وشقاوة لا تخلوان من مشاعر الحب والصداقة والوفاء. يقدم الفيلم جانبا إنسانيا مع المعمرين الأوروبيين من ديانات مختلفة عنا صعب عليهم الرحيل من الجزائر المستعيدة لسيادتها الوطنية، وهذه الرؤية تتفق إلى حد كبير مع الطرح السينمائي الذي قدمه محمد لخضر حمينة من خلال فيلمه «غروب الظلال» سنة 2014 كدعوة للتصالح الإنساني مابين الشعبين الفرنسي والجزائري من خلال تجاوز أحقاد الماضي لتحقيق العيش بسلام للأجيال اللاحقة التي لم تشهد شيئا من الماضي. ومن الأفلام الجزائرية الحديثة التي تناولت موضوع الثورة بطريقة مختلفة فيلم ‘'البئر'' للمخرج لطفي بوشوشي سنة 2016، هذا الفيلم الذي صور همجية استعمارية ضد الإنسان الأعزل بكل ما يحمله من هواجس ومخاوف ومشاعر، وكذا فيلم ‘'الوهراني'' لإلياس سالم سنة 2014، الذي قدم صورة المجاهد من منظور آخر، صورة تعبر عن المجاهد الإنسان غير المقدس. كما نشير أيضا و ضمن الأفلام الثورية التي قدمتها سينما الألفية الثالثة إلى فيلم «العربي بن مهيدي» المنتج بدعم من وزارتي الثقافة و المجاهدين لمخرجه بشير درايس، التي توقفت وزارة الثقافة عن استكمال تمويلها له بسبب تحفظها من عدم الالتزام التام من المخرج بالسيناريو. كما أصدرت بخصوصه وزارة المجاهدين يوم 02 سبتمبر 2018 قرارا بمنعه من العرض بسبب عرضه لخلافات قادة ثورة التحرير الوطني و هي الخلافات التي لا تراها الوزارة مجدية للشعب الجزائري. وقد قدمت نخبة معتبرة من المخرجين الجزائريين مخضرمين وشبانا مواضيع متعددة ومتنوعة بين: - الاندماج الاجتماعي: في أفلام مرزاق علواش كفيلم «حراقة» 2010 و«التائب» 2012. - الإرهاب والعنف ضد المرأة: في فيلم ‘'رشيدة'' للمخرجة يمينة شويخ سنة 2003، وفيلم ‘'المنارة'' لبلقاسم حجاج سنة 2004، فيلم ‘'يما'' لجميلة صحراوي سنة 2011، وفيلم ‘'عطور الجزائر'' رشيد بلحاج سنة 2012. - أبعاد فلسفية إنسانية: في فيلم ‘'في إنتظار السنونوات'' للمخرج كريم موساوي سنة 2017، وفيلم ‘'إلى آخر الزمان'' لياسمينة شويخ سنة 2017.