كشف دوساس مختار ، وهو من مواليد سيدي بلعباس أنه عايش مظاهرات17 أكتوبر1961 في باريس ،و شارك في تنظيمها باعتباره كان مناضلا ومسؤولا في فيدرالية جبهة التحرير الوطني،حيث قال مختار أو* جاك لومان * كما يناديه أصدقاؤه إنه كان يبلغ 20 عاما لما انخرط في فيدرالية جبهة التحرير الوطني سنة 1957، بتشجيع من المناضلين * لاسوان حسين* وتيكساس من بجاية ، حيث كُلف في البداية بتسيير شؤون الخلية ، وبعدها أسندت إليه مهمة رئيس خلية بالفدرالية . وقبل اندلاع أحداث أكتوبر بأيام قلائل تولوا بأمر من الجبهة تأطير المناضلين وأغلبهم عمال مهاجرون يشتغلون في المصانع بضواحي باريس ، فطلبوا منهم الاستعداد لهذه المظاهرة السلمية وحذروهم من حمل الأسلحة البيضاء أو وسيلة عنف أخرى . ويضيف دوساس مختار قائلا : * في الصباح التقينا بالمناضلين المهاجرين بمختلف أحياء باريس لأجل تنظيمهم و تأطيرهم ، وفي المساء بدأت الحشود تتجه صوب كاتيدرائية * نوتر دام * بالقرب من محافظة الشرطة لأجل التجمع هناك والتنديد بالاحتلال الفرنسي ، وفيهم الكثير ممن ركب * الميترو*، غير أن البوليس اعترض سبيلهم ومنع العديد منهم من الخروج من الأنفاق مع نصب الحواجز في الشوارع والطرقات والقيام بالتفتيش .ورغم ذلك نجحنا في التحرك والوصول إلى * حي سان ميشال*، وهناك وقع صدام عنيف ، حيث اعتدوا علينا بالضرب عن طريق الأسلحة النارية ،وكانت الضربات العنيفة توجه إلى الأكتاف عمدا ، قبل أن يقوموا برمي المئات في نهر السين ، الذين لم يستطيعوا النجاة لأنهم لا يعرفون السباحة . ويشير دوساس في شهادته الحية قائلا : * أما أنا فقد أفلت من قبضة البوليس لأنني أشبه في ملامحي الفرنسيين، زيادة على أني كنت أتحدث الفرنسية بطلاقة لذلك سمحوا لي بالمرور، فصعدت إلى إحدى العمارات و هناك شاهدت عبر النافذة مشاهد مرعبة ، رصاص يوجه إلى صدور المتظاهرين بدون تمييز مصحوب بصرخات الضحايا ، وجرحى وقتلى ملقون على الأرض وسيارات الإسعاف ،وهناك من أوقفوهم وضربوهم بالأسلحة ثم زجوا بهم في المركبات كقطيع الغنم ، في الوقت الذي تمكن فيه متظاهرون من الإفلات من قبضة البوليس والفرار إلى وجهة مجهولة وما زلت مخيلتي تحتفظ بمشهد فتاة في عمر الزهور قبضوا عليها ثم رموها بعنف في عرض نهر السين كما يُرمى كيس الفضلات بعد أن أفرغوا في جسمها وابلا من الرصاص...هي جريمة من بين الجرائم الشنيعة التي ارتكبها المحتل الغاشم في حق الجزائريين ونحن كمجاهدين طالبنا ولازلنا نطالب، وسنظل نطالب فرنسا بالاعتذار عن جرائمها *.