يا جدتي العتيقة يا أنت يا مرآتي المنتصرةُ عليّ تتقاطرين حياة معتقة أنغاما نيرانها صمتي وأسراب الغيم المستحيل أنا الموغلة في جمع شتات الريح لماذا كل هذا الرحيل وأنت تفرشين وصاياك المنفية وهي تشدو وتنوح وتصدح يا جدتي العتيقة عودي قليلا إلى حاراتنا عودي قليلا إلى حلقاتنا الحميمة قصي علينا ما تيسر من الألغاز والحكم والسير الغريبة اشتاق لك الجمر والتنور والأثافي ونار القرى التي خلفنا عند العتبات المهجورة من أين ننفذ إلينا وقد ترهل الوقت فينا من أين سنتجلى ولمن سنتجلى والعتمة الصارخة رشحت أكثر من المحتمل يا جدتي العتيقة أفرشي صدرك الرحب لأناشيدنا العصية أنثري كلامك ونجواك قداسا لكل هذا العراء هنا حرقتي مرتبات ودرجات تعتصم بصمتك الحكيم والريح الريح تفتت ذراتي المشتعلة هنا دمعي يصدح يرحل صداه يتكوم الجسد العمر المرّ وما نسج على صفحة القلب من أهازيج هنا لوعة القول ترقص غجرية ضاق فيها النفس ما بين الرزية والهول تراقص سيمفونية الفقد ماذا نقول لقبور تبرجت وأفصحت عن غصتها وعن جرح التربة فهل من حكيم يخبرنا لماذا تعرت كل هذي القبور يا جدتي العتيقة نشيد من الألوان يغزلني أمدد الروح جسرا للناجين من هذا الزمن العجيب هنا يتسامق نبضي حيث تتشابك الرؤى المتورمة وتصحو المداخل المبهمة لا تموتوا كثيرا انتظروا الصمت يركض مثل النار يغمد جرحه في ملح التهاليل المهربة في آخر الليل