قسنطينة ألهمتني وحركت وجداني للكتابة والإبداع في هذا الجمال على الشاعرات أن يكن أكثر جرأة ويتخلصن من الخوف أكدت الشاعرة الأردنية روان هديب أن الشاعر الحقيقي هو الذي يسعى لتقديم رسالة إنسانية مجتمعية تحاول خلق الجمال في مساحات السواد التي تكونت في نفوس الأشخاص نتيجة الألم والتعب وخيبات الأمل في الحياة مشددة على أهمية الشعر في إحداث التغيير حيث أنه يستطيع حسبها أن يلهم ثورة بأكملها كما يمكنه إعطاء الأمل خاصة وأنه يرتقي بالنفس ويعطي شعورا بالحب والجمال والتعايش و تقبل الآخر، روان هديب التي تعتبر واحدة من الشاعرات المتميزات اللواتي بدأن الكتابة في سن العاشرة من عمرها لتخوض بذلك مسيرة شعرية مثقلة بالإبداع حيث تستلهم كتاباتها من وجوه الأشخاص من المتعبين والموجعين ضمن اتجاهات فلسفية اجتماعية وسياسية كشفت ل*الجمهورية*، عن تفاصيل تجربتها الشعرية وبداياتها مع القصيد في سن جد مبكرة وعن أهمية القصيدة كرسالة تلامس قلب متلقيها وتأثر فيه عبر الحوار التالي : الجمهورية: من هي روان الهديب ومتى كانت بدايتك مع القصيد ؟ روان هديب : روان شاعرة من المملكة الأردنية الهاشمية أحببت الشعر والقصيد منذ نعومة أظافري حيث بدأت الكتابة وأنا في سن السادسة من العمر وأول محاولة شعرية كانت في سن العاشرة خضت مسيرة إبداعية مرهقة مرت بالعديد من المراحل بدءا من التجربة إلى غاية صقل الموهبة شاركت في العديد من المهرجانات داخل وخارج الأردن ومثلت بلادي في مهرجان الشارقة للشعر العربي وآخر مشاركة لي كانت بمهرجان الشعر النسوي بقسنطينة والجزائر التي زرتها للمرة الأولى لي ديوان شعري مسموع صدر سنة 2015 حمل عنوان *الاكتمال* وهو العمل الذي أعتبره محاولة مختلفة تم فيها استخدام التقنيات الحديثة في الشعر وأنا بصدد إصدار ديوان مطبوع سيصدر قريبا كيف تتمخض الكتابة الشعرية لديك ؟ أنا من الناس وإليهم عندما أسير في الشارع وأرى وجوه الناس المتعبة حينما أرى شخصا ويؤثر في داخلي يستلهم وجداني وأخوض بقصته شعرا وتلك القصص تتنوع بين قصص حزينة وأخرى سعيدة، كما أني أتجه أحيانا للاتجاه الفلسفي السياسي والاجتماعي وذلك حسب ما أراه في ملامح الأشخاص من المتعبين والموجعين أشعر دائما أن في الشعر شيئا من المواساة للآلام التي نشعر بها.. هذا بالإضافة إلى كونه يخلق نوعا من المواساة داخل هذه المساحة من السواد، أكتب من الوجع الإنساني، من القيود الحياتية ومن الوجوه المتعبة في الشارع من الدماء والجراح التي نحاول تضميدها وجعل الألم أشد وطأة. ما رأيك في مسألة تصنيف النصوص لكتابات نسائية و أخرى رجالية ؟ أنا أرفض تصنيف الأدب إلى أدب نسوي وأدب رجالي هم يحاولون أن يجعلوا للأمر فرق. الأدب يبقى أدبا بعيدا عن أي تصنيف من هذا النوع والقصيدة تبقى قصيدة بصفتها الشعرية الخالصة والتي تقيم على أساسها لا بصفة من كتبها رجل أو إمرأة، وفي الغالب يتوقع من المرأة حينما تعتلي المنصة أن تقول شعرا عاطفيا يضم مشاعر كثيرة لكن هناك شاعرات ولهن بصمات واضحة في الشعر الفلسفي والوجودي والتحدث أكثر بعقلانية ومنطقية مع مزج هذا بدفق المشاعر الموجودة في الأنثى. زرت مدينة قسنطينة للمشاركة في مهرجانها الشعري ما هو انطباعك ؟ هذه المرة الأولى التي أزور فيها بلد المليون ونصف المليون شهيد، ووجهتي كانت بمدينة الجسور المعلقة قسنطينة للمشاركة ضمن فعاليات الطبعة العاشرة من مهرجان الشعر النسوي الذي أقيم مؤخرا في الحقيقة انبهرت بجمال المدينة وسحرها فلم أكن أتوقع أنها بهذا الجمال، لقد حطت بي الطائرة في منتصف الليل ومع هذا أصريت على التجول فيها فكان لي ذلك إذ حظيت بجولة رائعة عبر جسورها وأزقتها ولا أخفي شعوري بالدهشة وأنا أشاهد صخورها العتيقة وجسورها المعلقة بين السماء والأرض كما وقفت على ذلك التنوع في تراثها وثقافتها شعرت أن لكل مكان وزاوية حكاية منفصلة عن الأماكن الأخرى. قسنطينة ألهمتني وحركت وجداني للكتابة والإبداع في هذا الجمال، كما أن مشاركتي في هذا المهرجان الرائع جعلني أتوق للقراءات الشعرية للشاعرات الجزائريات وللغوص في الشعر الجزائري الذي ومع الأسف لم أكن مضطلعة عليه قبل حضوري للجزائر. كيف يمكن للشعر أن يلامس الهم الإنساني و يعالج قضاياه؟ الشعر بالدرجة الأولى هو رسالة إنسانية مجتمعية تحاول خلق الجمال إن لم تؤدي رسالتك كشاعر ولم تصل إلى وجدان من يسمعك فأنت شاعر بعيد كل البعد عن الجمهور، الشعر بإمكانه أن يلهم ثورة من الممكن أن يوقف إنسان يائس متوجه للانتحار كما بإمكانه أن يدفع الأشخاص للتعايش الديني والفكري، للحب والجمال ولتقبل الآخر الشعر يعالج القضايا الإنسانية وهو رسالة هادفة ومحاولة تخفيف الوجع الإنساني. نصيحة تقدمينها للشاعرات المبتدئات ؟ نصيحة واحدة أوجها لجميع الشاعرات هي أن تحاولن التخلص من فكرة السطور المثقلة التي لا تخرج في النصوص وبأن تكن أكثر جرأة لأن الخوف مدخل قاتل للنص وأنا أقصد هنا الجرأة الفكرية في كتابة نصوصهن.