«الربيع العربي»، بقدر، ما كان أكذوبة كبرى، صدقتها غالبية الشعوب العربية، كان بوابة للتوترات والنزاعات بين عدة بلدان عربية، تناست ما يوطد بينها من وشائج للقربى وعلاقات تاريخية متأصلة، وروابط روحية أبدية، نعم هذه الأكذوبة الكبرى التي ولدت الخراب، ودمار البنى التحتية للدول التي شهدت هذه الظاهرة (..) الدول الكبرى، لم يكفيها عناء التنقل كما يقال، بل أدارت وخططت لهذا الربيع المشؤوم من مخابر «السيا» و«سكتلنديار» وآخرين، بالدعم والدعاية، لأن المسألة، تهم استمرار مصالحهم المادية الحيوية في العالم العربي من أسلحة ومعدات أخرى تدر عليهم الأرباح الطائلة حتى تظل عجلتهم الاقتصادية دائمة الدوران. لقد خطط وما يزال غلاة السياسة الغربية لإخضاع الدول العربية، لكنهم لم يجنجحوا في كثير من الأحيان، لأن هناك دول ما انفكت صامدة، مؤمنة، محصنة وتفطنت لهذه المكائد الخارجية، كونها ضرب من الخلف تمهيدا للإضعاف والتصغير وبالتالي، تكون اللقمة سائغة سلسة للغرب، لكن دولة مثل الجزائر، هي اليوم شوكة في حلقهم، ومستعصية عليهم.