المولد النبوي الشريف مناسبة إسلامية عظيمة تحمل في طياتها ذكريات جميلة تعود بنا الى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا وسراجا منيرا فقد جاء لاخراج الناس من الظلمات إلى النور حاملا رسالة التوحيد والهداية والتسامح والمحبة والود فأنشأ خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر واذا كان أهل المدينةالمنورة قد انتظروا مجيئه بشوق واستقبلوه بالفرح والسرور مرددين (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع) فما أحوجنا الى إحياء ذكراه بدراسة سيرته والاقتداء به بالتزام منهجه في الدعوة وحسن المعاملة وفعل الخير والطاعة والامتثال لما أمرنا به والامتناع عما نهانا عنه فيجب أن نذهب الى لب سيرتها بحثا عن جواهرها ولا نكتفي بالشكليات كتنويع المأكولات وإعداد أطباق خاصة والتباهي بشراء الانواع الرفيعة وشراء المفرقعات وتفجيرها في الشوارع والطرقات وزرع الخوف لدى المواطنين وازعاج المرضى دون مراعاة حالاتهم الصحية، خاصة الذين لا يستطيعون تحمل تلك الأصوات المزعجة خاصة وأن بعض المفرقعات التي تدخل الوطن بطريقة غير شرعية كبيرة الحجم وتشبه القنابل وتشكل خطرا على الاطفال. وفي كل سنة يتم تسجيل الكثير من الاصابات وهذه الامور ليست من الاسلام في شيئ والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. فالاحتفال بمولد الرسول يتم بإحياء سنته وقراءة سيرته للاستفادة منها وقراءة القرآن والايمان والعمل الصالح فالإسلام عقيدة وأخلاق وحضارة وعلم ومعرفة وليس فرجة للغناء والبارود والاكل واللهو واللعب.