في حصيلة للجيش خلال أسبوع: إرهابي يسلم نفسه و توقيف 10 عناصر دعم    عون يؤكد أن الجزائر تحولت من مستورد إلى مصدر لحديد البناء: تعليمات بإنهاء تصليح جسر نقل الموارد في مركب الحجار بعنابة    وزير السكن والعمران والمدينة يكشف: رقمنة صيغة السكن الاجتماعي في طور الدراسة    تسليم أزيد من 100 رخصة استغلال مختلفة النشاطات : تسهيلات لمستثمرين ستمكن من خلق 3352 منصب شغل بقسنطينة    انطلاق حصاد القمح اللين شرق الولاية: توقع جمع 650 ألف قنطار من الحبوب ببسكرة    اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية : محافظ بنك الجزائر يرافع من أجل دعم الدول ذات الدخل الضعيف وتخفيف ديونها    بن جامع يؤكد بعد الفيتو الأمريكي: سنعود أقوى من أجل العضوية الكاملة لفلسطين بالأمم المتحدة    عطاف يحذر من مخططات للقضاء على مقومات الدولة الفلسطينية: غزة أماطت اللثام بِصمودها عن مآرب المحتل الصهيوني    استشهاد عدد من الفلسطينيين إثر قصف الاحتلال الصهيوني مناطق متفرقة في قطاع غزة    استشهاد وإصابة فلسطينيين في اعتداء قوات الاحتلال الصهيوني على مخيم نور شمس بالضفة الغربية    العدوان الصهيوني : غزة تواجه كارثة بيئية جديدة    الاحتلال يواصل حرب الإبادة الجماعية بغزة: 520 شهيدا وجريحا و13 ألف سكن مدمر خلال أسبوع    جمباز / كأس العالم-2024 /مرحلة الدوحة : الجزائرية كيليا نمور تنال الميدالية الذهبية في اختصاص العمودين غير المتوازيين    لتخفيف العجز عن خطوط بين الولايات: تعويض الناقلين المتخلين عن النشاط بقالمة    سكيكدة: منح شاحنتين ضاغطتين لبلديتي بكوش لخضر وجندل سعدي    حسب رئيس دائرة سيدي عيسى بالمسيلة: توزيع حصة 750 سكنا قبل نهاية السنة    كشف المخططات التخريبية لحركة "رشاد" الإرهابية وعلاقاتها مع تنظيمات دولية ومخابرات أجنبية    بعدما دهنت باللون الأبيض: إزالة الطلاء عن الأحجار الأثرية بموقع "الأقواس الرومانية"    إحالة 14 ملف متعلق بقضايا فساد للعدالة    الجزائر حريصة على قرارها السيِّد    بلعابد يؤكد إعادة النظر في البرامج التربوية    شركتا شيري و جيلي توفران قطع الغيار لزبائنها    الفيتو الأمريكي يجهض منح فلسطين العضوية الأممية    مشروع صندوق دعم الصحافة في مرحلة الإثراء النهائي    الإيطاليون ينتقدون بن ناصر وإنجلترا وجهته المحتملة    بلايلي يعتذر مرة أخرى ويوجه رسالة قوية للحكَمة محاط    اللقاء النهائي يوم 4 ماي القادم    الرئيس تبون يولي أهمية قصوى للتكفل بالمرضى    بطاقة شفاء افتراضية للطلبة الجامعيين    199 ألف فلاّح استفادوا من "قرض الرفيق"    ربط بيني لقطاع التجارة مع مختلف الهيئات والقطاعات    العلاج المجانيّ يصل إلى مناطق البدو الرحّل    تسويق 12 طنا من المنتجات الصيدية خلال رمضان    استرجاع 30 رأسا من الماشية المسروقة    القبض على قاتل بسيق    حجز 26.5 كلغ "كيف" و1440 قرص مهلوس    الجزائر تنجح في تحقيق تأييد دولي "ساحق" لأم القضايا    أحسن مشروع لربط البناء التقليدي بالوسائل العصرية    دعوة للاستثمار في لغة الضاد    مشكلة المصطلح في لغتنا مرتبطة بضعف إنتاجنا العلميّ    فوكة في تيبازة: افتتاح مركز تحضير النخب الوطنية بمعايير عالمية    6 قضايا إرهاب في جدول الدورة الجنائية    أتلانتا يقصي ليفربول من الدوري الأوروبي    وزارة الثقافة تقدّم ملف الزّليج لدى اليونيسكو    لا بديل عن رفع مستوى التّكفّل بمرضى القلب والشّرايين    نعمل على تقليل ساعات انتظار الحجاج بالمطارات ال 12 المبرمجة    الأندية الجزائرية..للتّألّق وتحقيق أفضل نتيجة    حفل افتتاح بهيج بألوان سطع بريقها بوهران    العاصمة.. تهيئة شاملة للشواطئ وللحظيرة الفندقية    هؤلاء سيستفيدون من بطاقة الشّفاء الافتراضية    المهرجان الثقافي الوطني لأهليل: أكثر من 25 فرقة تشارك في الطبعة ال 16 بتيميمون    بجاية: مولوجي تشرف على إطلاق شهر التراث    الإذاعة الجزائرية تشارك في أشغال الدورة ال30 للجمعية العامة ل"الكوبيام" في نابولي    هذا موعد عيد الأضحى    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من ربيع سارتر بالأوشحة الحمراء،إلى خريف بالسّترات الصفراء !
ربيعيات
نشر في الجمهورية يوم 03 - 12 - 2018

- أرأيت..؟ عيون العالم كله على باريس هذه الأيام، هل هي ساعة الإعلان عن الفائز بجائزة الغونكور الأدبية الشهيرة؟
- لا .. فموعد الغونكور قد فات.
لا هو موعد الغونكور ولا هي جائزة فمينا، ولا هو موعد أبطال باريس العائدين من موسكو متوجين بكأس العالم لكرة القدم، و هم يقطعون جادة الشان- إيليزي بفخر و ورد و غناء، فالاحتفال بنجمة العالم قد خبا و العرس قد انتهى منذ شهور..
عيون العالم كله .الأيام هذه . معلقة بنشرات و تقارير شاشات التليفزيونات و بمواقع التواصل الاجتماعي، تتابع و تعلق و تقرأ ما يجري لباريس بأسى و حسرة عند البعض، و بخوف عند فريق آخر، و بتشف عند ثالث. شارع يحترق، ثقافة عنف تتصاعد. غموض يسد الأفق.
و أنا أتابع ما يجري من ارتجاج قويّ في الشارع ، كما في أسئلة الفرنسيين و الأوروبيين، تذكرت ما سمعته و ما قرأته عن مخلفات ثورة الطلاب في مايو 1968، تلك الثورة الثقافية و الفكرية التي أحدثت انقلابا لم يهزّ فرنسا وحدها، بل ارتجّت له معها و من خلفها أوروبا، و اهتز العالم كله.
كان جيل ثورة مايو 1968، أو ما أُطْلِق عليه اسم جيل *لي سواسانتويتار* (les soixante-huitards) ، جيلا مؤسَّسا على فلسفة تبحث عن التغيير، بعد أن انتهت فرنسا الكولونيالية بهزيمتها في حرب الجزائر في يونيو 62. جيل يبحث عن صياغة صورة قشيبة لفرنسا ما بعد الكولونيالية، ويهفو إلى رسم صورة لبلده، تخلصها من الترهل السياسي و الاجتماعي و الثقافي.
لم يكن منبع انقلاب مايو 68 ومحركه سوى الطبقة المثقفة، التي أرادت أن تدفع بفرنسا إلى الريادة في الحلم، بعد أن أصبحت أوروبا كلها تنحدر نحو وهن الشيخوخة والهرم في كل شيء، الشيخوخة الطبيعية و الفكرية.
و باندلاع ثورة مايو 68 التي كان لونها الغالب يساريا، و روحُها السائدةُ إنسانيةً، استطاعت فرنسا أن تعود إلى الواجهة الثقافية و الفنية، و أن تزيح ألمانيا و بريطانيا إلى المقعدين الخلفيين. واستطاعت أيضا أن تغشى صورة فرنسا الاستعمارية، لتدخل بها في عصر جديد بفلسفة و سلوك حياتي مغايرين.
مثّلت الفلسفة والأدب والفكر والجمال العناصر الأساسية التي ارتكزت عليها ثورة مايو 68 ومثّلها الكثير من المثقفين الوازنين عالميا من أمثال سارتر، و سيمون دو بوفوار، و ريجيس دوبري، و أراغون، و رايمون آرون، و دانييل كوهن-بينديت وغيرهم.
- فما الذي يحدث اليوم يا ترى ؟ ما الذي بين 1968و 2018 غير رقم ثمانية الختام؟.
ما الذي يحدث اليوم لباريس بقوس نصرها ؟ أهي ثورة مايٍو جديدة، أم هو تذكير للطبقة السياسية و الثقافية والعمالية بفشل حلم ثورة مايو 68 الطلابية والمثقفاتية، التي كانت مدججة بشعارات العدالة و الحرية و الأنثوية، وهي اليوم و بعد مضي نصف قرن بالتمام و الكمال (68-2018) تدخل المتحف، بينما كان ينتظر منها أن تمثل رحما تاريخيا كان يرتجى منه أن يفرخ فرنسا جديدة.
هل أراد أصحاب السترات الصفراء بعث مايو في نوفمبر، فيصبح شهرا ثالث عشرا اسمه *مايوفمبر* ، يأتي زمنه كلما شعرت الشعوب بالرغبة في الثورة على الظلم وتغيير الأوضاع.؟
هل هو *مايوفمبر* باريس ؟
هل ما يحدث اليوم في مدينة عُرفت بأنها عاصمة تاريخ الأنوار، و فلاسفته، و شاعت سمعتها بآدابها الخالدة، هو تذكير بإخفاق قِيَم ثورة مايو 68 التي أمست مع الأسف في نهاية المطاف و بعد نصف قرن رأسمالية متوحشة جديدة، ترعاها طبقة سياسية و ثقافية و فلسفية تمارس خطاب اليسار و تمشي نحو اليمين، ساحقة في طريق زحفها الطبقات الاجتماعية الفقيرة و المتوسطة. !؟
لا شك فإن غالبية مفجري ثورة مايو 68، الذين يطلق عليهم ( لي سواسانتويتار/Les
( soixante-huitards هم من المثقفين و الأدباء و الفلاسفة و الأطباء و الطلاب ذوي السترات أو الأوشحة الحمراء، ولا شك أيضا أن مفجري ثورة اليوم، ثورة السترات الصفراء على الرغم من أنهم من المجهولين الناهضين من ثنايا طبقات المجتمع، إلا أنهم حتما أبناء و أحفاد مفجري مايو 68.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.