سفراء دول و أئمة و عائلات الرهبان ضمن المشاركين قراءة وصية الشهيد محمد بوشيخي بلغة عربية من قبل أسقف الكنيسة الكاثوليكية بوهران جون بول فيسكو كانت أول مرحلة من مراحل الاحتفال بتطويب الرهبان ال 19 أمس بكنيسة السيدة العذراء في قمة جبل مرجاجو بعاصمة الغرب الجزائري . و معلوم أن محمد بوشيخي مات مقتولا في انفجار قنبلة رفقة أسقف الكنيسة الكاثوليكية جون بيار كلافغي سنة 1993 بحي المقري بوهران ، و في رسالته الأخيرة دعا محمد إلى التسامح و المحبة و الأخوة بين كل أفراد العائلة الآدمية كما دعا الغفور الرحيم أن يرحمه و يغفر له . و بعد قراءة الرسالة مباشرة وقف الجميع دقيقة ترحم على أرواح جميع من اغتالته يد الإرهاب الغاشمة بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو لونهم في مشهد إنساني رهيب . و كان أزيد من 1200 شخصا على رأسهم وزير الشؤون الدينية محمد عيسى و ممثلي السلطات الولائية و المحلية لولاية وهران و عدد من سفراء دول العالم كفرنسا و إسبانيا و إيطاليا و ممثلة الاتحاد الأوربي و عائلات الرهبان 19 و عشرات الأئمة قد حضروا مراسيم احتفال التطويب الذي ترأسه مبعوث الفاتيكان الكاردينال جيوفاني أنجلو بييشو و نظمته الكنيسة الكاثوليكية بالجزائر .
و معلوم أن فعاليات الاحتفال انطلقت صباح أمس من المسجد القطب عبد الحميد ابن باديس حيث جاب الكاردينال و الوفد المرافق له و عائلات الرهبان المغتالين بالجزائر إبان العشرية السوداء بصحبة وزير الشؤون الدينية محمد عيسى و العشرات من الأئمة باحة المسجد و أروقته و بالخصوص قاعة الصلاة أين أصغوا إلى آيات من الذكر الحكيم ألقاها على مسامعهم براعم المدرسة القرآنية كما أبرز خطيب المسجد الإمام جابر مصطفى قيم الإسلام الدالة و الآمرة بقبول الغير و احترام معتقده و طقوس دينه و محاورته بالتي هي أحسن بعيدا عن لغة التكفير و الإقصاء و التطرف و مؤكدا أن نار الإرهاب لم يكتو بها فقط المسيحيون المقيمون بالجزائر بل مات من المسلمين و أئمتهم و علمائهم الكثير مما يدل على أن الإرهاب أعمى يقضي على الجميع مسلما كان أو غير مسلم إلا أن مشيئة الله خصت هذا البلد يواصل الخطيب قوله بمجيء فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي اقتلع الإرهاب من جذوره بسواعد السلام و المصالحة و الوئام و اليوم الجزائر تنعم بالأمان و تحتضن الجميع بغض النظر عن دينه أو عرقه أو لونه فالعيش معا هو فلسفة حياة في بلاد المليون و نصف مليون شهيد و ليس مجرد شعار. كما تم تكريم ممثل الفاتيكان بالعديد من الهدايا الرمزية و إهداء الوفد المرافق له كتيبات تحتوي ترجمة لمعاني سورة مريم باللغة الفرنسية . و قد أبدى الكاردينال و الوفد المرافق له إعجابهم بالتحفة المعمارية لمسجد ابن باديس و زخرفه و منمنماته كما لم يتوقفوا عن أخذ الصور التذكارية مع براعم المدرسة القرآنية في أجواء غلبت عليها ملامح التفاؤل بمستقبل أفضل .