موضوع ملف هذا الأسبوع مسّ كثيرا الأسرة الجزائرية فلا يخلو بيت من حادث منزلي أصاب الصغار قبل الكبار و كلّف الخزينة أموالا طائلة و لهذا نتطرق في مواضيعنا إلى الحوادث المنزلية التي كثرت في الآونة الأخيرة خاصة مع حلول فصل الشتاء الذي ازدادت فيه حالات الاختناقات بالغاز سواء بسبب أجهزة التدفئة المغشوشة أو نقص التهوية أو استعمال الحطب و الشموع و غيرها . و لم تقتصر الحوادث المنزلية على الاختناقات بل هناك حوادث أخرى مست بالدرجة الأولى الأطفال منها السقوط من المرتفعات و ابتلاع مواد سامة و خطيرة أو صلبة أو التكهرب و قد تبيّن أن 50 % من الحوادث متعلقة بالحروق في حين كشف الأطباء أن الإهمال و قلة الوعي و تهاون الأولياء من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى هذه الحوادث كما ذكروا أن هذه الإصابات قد تكون لها مضاعفات خطيرة داخل جسم الإنسان و منها ما يتسبب في موته كابتلاع الأطفال لأدوية الأعصاب و القلب و التي تؤدي حسب المختصين غالبا إلى موته و قد أشارت تقارير الحماية المدنية و المؤسسات الصحية أن هذه الحوادث باتت تخلف الكثير من الضحايا الذين أصبحوا عبئا كبيرا على الخزينة العمومية فعلاج شخص مصاب بحروق يحتاج إلى أكثر من 3 أشهر للاستشفاء و هذا لأنه يتطلب عمليات جراحية متكررة و متابعة طبية مستمرة . و تبين بولاية مستغانم أن 70 %من الحوادث المنزلية تصيب الأطفال و هم أكثر عرضة للحروق وعلاجهم يستدعي مدة طويلة خاصة و أن علاج الحروق يكلّف المستشفى 50 مليون سنتيم و الكسور 10 ملايين . أما بتيارت فغياب مصلحة متخصصة في الحروق تطلب نقل المصابين إلى وهران و اضطر المرضى للجوء إلى الخواص ما كلفهم 10 آلاف دج من أجل الإسعافات الأولية فقط . غير أن المختصين كشفوا أن 70 % من الإصابات غير مصرّح بها إذ يستعين المصابون بالطب البديل .و في الشلف الأطفال في السنوات الأولى أكثر عرضة للحوادث و يعتبر المطبخ المسرح الرئيسي لها . و أكدت البروفيسور بن علال خديجة ببلعباس أن الإهمال و جهل الأولياء لكيفية حماية أطفالهم و طرق الوقاية من أهم أسباب الحوادث حيث سجلت الولاية 13 ألف حادث خلال 2018.