- الاشتراك الشهري ب 3 آلاف دينار تقدم مدرسة الرقص الكلاسيكي أو الباليه التي تم افتتاحها بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة نموذجا حيا عن الفن الراقي بمختلف تقنياته الحركية وقواعده الأساسية، التي تشكل رفقة مجموعة من الإيماءات و الموسيقى والحركات عالما خياليا كسر النمطية وفتح مجالا أمام الكثيرين لخوض تجربة حالمة ، يتعلمون من خلالها رقصات الباليه الباهرة ليكونوا جزءا من هذا العالم الخيالي الذي ظل مطموس المعالم لعقود من الزمن، و ذلك بسبب عدم الاهتمام بهذا النوع من الفنون في ظل غياب مدارس مختصة في تعليم الرقص الكلاسيكي على مستوى مدينة قسنطينة . عند زيارتك للجناح العلوي من قاعة أحمد باي تلحظ من الوهلة الأولى تلك الأجواء الاستثنائية بدءا من المكان الجميل المجهز على شكل مدرسة رقص باليه حقيقية ، والمزين بديكور يتماشى مع هذا النوع من الفنون، وصولا إلى الفتيات اللواتي يتمايلن بخطوات رشيقة وحركات رقيقة، يتدربن على تقنيات الرقص التعبيري على وقع الموسيقى الكلاسيكية التي تنظم حركاتهن ، فما يعادل 70 فتاة تتراوح أعمارهن ما بين 3 سنوات ونصف إلى غاية سن ال15 تقبل على المدرسة كل يوم سبت من الأسبوع ، وهو العدد الإجمالي الذي سجلته المدرسة منذ افتتاحها شهر أكتوبر من سنة 2018 . وفي هذا الصدد كشفت لنا السيدة «س» أنها كانت في صغرها تدربت على رقص الباليه على يد مدرستها السيدة حمانة بعزيز هندة مدرّسة الرقص الكلاسيكي بقاعة أحمد باي ، و عندما عرفت بأمر المدرسة جلبت ابنتها صاحبة ال4 سنوات حتى تتعلم على يد مدرستها السابقة، فالباليه بالنسبة لها يحفز النفس على القيام بالكثير من الأمور الإيجابية في الحياة ، و هو شحنة من الطاقة تزيل المتاعب و الضغوطات و تجعل من الشخص يكتسب ثقة بالنفس بعد أن يكتسب منه رشاقة ومرونة في الحركة ، هو ما كشفت عنه الفتاة صاحبة ال15 عام التي قالت إنها بدأت في سن ال5 من منطلق حب الباليه ورقصات الوقوف على رؤوس أصابع القدمين و التمايل ببدلة الرقص الخاصة و إكسسواراتها الجميلة التي تزين رفعة الشعر، إلى تجسيد الرقص على المقطوعات الموسيقية التي تشكل لوحة فريدة تختلف عن باقي اللوحات . . من جهتها أكدت مدرسة الرقص الكلاسيكي حمانة بعزيز هندة التي تعتبر واحدة من المدرسات التي درست الباليه و تخرجت سنة 1985 ، لتعمل بعدها كمدرسة لهذا الفن و تتفرغ له بشكل كلي سنة 1992 ضمن تقديم حصص على مستوى دار الشباب أحمد سعدي ثم قصر الثقافة مالك حداد ، إلى غاية هذه المدرسة المتخصصة ، على أهمية افتتاح مدرسة خاصة بتعليم الرقص الكلاسيكي على مستوى مدينة قسنطينة ، وتحديدا بصرح قاعة العروض الكبرى أحمد باي ، و تسجيل 70 فتاة لتعلم الباليه أكبر دليل على أن هناك الكثير ممن يهتم بذلك، خاصة لدى الأولياء الذين يقدرون فائدته و ما يمكن أن يضيفه لشخصية الفتاة و قوامها ، مشيرة إلى أن عدد الفتيات المسجلات يتوزعن على 4 أقسام، القسم الأول خاص بالصغيرات من سن 3 سنوات و نص إلى غاية 6 سنوات، يتم تعليمهن قواعد أولية تخص طرق التعامل مع الجسم، أما القسمين الثاني و الثالث يضم الفئة العمرية الأكبر التي تلقن مبادئ الرقص الأساسية ، و القسم الرابع خاص بالفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 11 إلى 15 سنة ، و العدد لازال مرشحا للزيادة حتى يصل إلى المائة. هذا وذكرت المدرسة هندة أن تعلم الرقص الكلاسيكي لا بد أن يكون من الصغر بين سن ال6 إلى غاية ال10 ، لاسيما و أن دراسة الباليه تتطلب عدة سنوات لإتقان عناصره الحركية المختلفة وعلى مدار هذه السنوات يقسم منهج الباليه بشكل تدريجي وتصاعدي؛ فتضاف كل عام عناصر حركية جديدة تتصاعد معها الصعوبات الفنية للعناصر الحركية من الناحية الكمية والكيفية، ويتشكل جسم الراقص ويكتسب المرونة المطلوبة لممارسة هذا الفن، ليصبح بعدها محترفا في سن ال16 كأقصى تقدير هذا شريطة التواصل و عدم الانقطاع عن الرقص والتعلم ، كما كشفت أن هناك لباس خاصة بالتدريب و آخر خاص بالرقص أثناء تأدية العروض و هي الأخيرة غير متوفرة إلا لدى محلات خاصة و أسعارها مكلفة بعض الشيء ، غير أن الأولياء يحاولون توفيرها مع العلم أن الاشتراك الشهري بالمدرسة يقدر ب 3 آلاف دينار.