أكّدت الممثلة المسرحية ليديا لعريني أن التعامل مع العروض المسرحية المقدمة للطفل انطلاقا من النص يعد أمرا صعبا و عملا يتطلب الكثير من الجهد و التركيز ، لذلك لابد من الحرص على تقديم أعمال مدروسة برسائل واضحة و دقيقة تخلو من كل الشوائب و السلبيات التي تؤثر على سلوكه . وبخصوص عرض « بقرة اليتامى» الذي احتضنته أول أمس قاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة كشفت الممثلة و رئيسة التعاونية الثقافية « لعريني للفنون الدرامية « بباتنة ليديا لعريني أن المسرحية تتناول حكاية من التراث الجزائري ، في مزج بين حيث بين الحكاية و تقديم الأسئلة للجمهور الصغير الذي تفاعل مع تفاصيلها ، في أجواء رائعة ميزها الاحتفال برأس السنة الأمازيغية «يناير «، حيث قالت إن تقديم العرض على طريقة « الحكواتي»، يجعل الطفل ينتبه أكثر و يركز مع تفاصيل القصة، مع تنشيط خياله وجعله يتفاعل مع القصة بشكل سريع ، مشيرة في التصريح الذي خصت به جريدة الجمهورية أن « بقرة اليتامى» واحدة من عروض حكايا العالم المختلفة التي تسعى لتقديمها للطفل من خلال نصوص مختارة من قبل الكاتب مسعود حجيرة، وأن استخدام الممثل للكتاب من أجل سرد حكاياه في العرض يجعل الطفل يدرك أهمية الكتاب في الحياة و أنه أفضل صديق مهما تطورت التكنولوجيا . وفي ذات السياق أوضحت ليديا لعريني أنها حريصة جدا على اختيار العروض المسرحية التي تقدمها للطفل من خلال الاهتمام بالنص و الحوار ، و كل الجوانب المكملة للعرض، لأنها تعي أن الطفل يتأثر بالرسائل المقدمة له ، حتى السلبية منها التي تحمل عنفا، وفي الأخير طالبت لعريني الجهات المسؤولة بضرورة برمجة عروض مسرحية للأطفال القاطنين بالمناطق النائية و المعزولة ، وتقديم الدعم للجمعيات و التعاونيات الناشطة حتى تتمكن من الذهاب بعروضها إليهم ، خاصة و أن هؤلاء الأطفال بحاجة لمثل هذه العروض بسبب عدم تمكنهم من التنقل للمسارح و دور الثقافة التي تحتضنها بشكل دائم .