هو شيخ قارب العقد السابع من العمر لم تشفع له توسلات أبنائه الذين طالما ترددوا على الفندق الذي يقطنه بوسط مدينة وهران ليعود الى عائلته بولاية الشلف .. عبد القادر السبعيني الذي هزل جسمه و بيضّ شعره يصرّ على اكمال ما تبقى من حياته بمدينة وهران التي قدم اليها من أزيد من عشريتين . عبد القادر متزوج و أب ل 4 أطفال كان يتردد على مدينة وهران قادما اليها من احدى قرى ولاية الشلف منذ نحو 20 سنة حيث وجد فيها مصدر رزقه الى حين جاء اليوم الذي فصل في الامر وقرر الاستقرار نهائيا بها وبالتالي هجران عائلته وأطفال حيث قال لنا أحد أصدقائه المقربين أن السبب خلاف حاد ومناوشات عائلية جعل عبد القادر يقرر عدم العودة الى مسقط رأسه وبالتالي الاستقرار بوهران حيث عمل بعدد من الفنادق كمسير واستقر بها الى حين وجد نفسه في يوم ما خارجا فما كان عليه الا أن يبحث عن عمل آخر يضمن به على الاقل سقف غرفة يأوي من حرّ الصيف و برد الشتاء فوجد في الاسواق الاسبوعية مجالا واسعا للاسترزاق حيث تجده أينما نصبت السوق ليعرض سلع متنوعة على الزبائن المتسوقين ويجني بذلك ضمن أكله وشربه ومبيته في أحد فنادق وسط مدينة وهران المتواضعة . وبالرغم من صعوبة الحياة وكبر سنه وعدم قدرته على العمل بصورة طبيعية يرفض عمي عبد القادر فكرة الرجوع إلى أحضان عائلته رغم الحاح أبنائه في كل مرة على العودة ويفضل العيش بمفرده في مدينة عشقها منذ أن وطأت قدماه ترابها في أول مرة .