الحياة امتحان للإنسان الذي عليه أن يواجه الصعوبات والمشاكل والأزمات في كافح ويقاوم ويجتهد ويعمل بجد ونشاط من أجل أن يكسب قوته ويلبي رغباته ويفر متطلباته من طعام وملبس ومأوى مستخدما عقله ويديه ورجليه أيضا كما يفعل أبطال كرة القدم فلا مجال للتهاون والتكاسل والاتكال. فالحياة صراع من اجل السيطرة بالنسبة للاقوياء أو للبقاء على الاقل بالنسبة للضعفاء خاصة في عصر العولمة الذي لم يترك مكانا للاختباء أو الفرار. فنحن في عصر العلم والمعرفة والاختراعات العجيبة في كل المجالات ولم تترك شيئا للاوهام والخرافات والاساطير والغيلان والغولات ورغم كل هذا التقدم والتطور الذي يجتاح العالم كله فإننا مازلنا نسمع ونرى البعض منا يهيمون في وادي الجن ويعلقون التمائم والحروز ويحرقون البخور لجلب الحظ ودفع النحس فقد ازدهرت عندنا سوق الشعوذة بكل أنواعها تحت «اسم الرقية الشرعية» وكثر الرقاة واشتد الطلب عليهم وتمكن بعضهم من فتح قنوات فضائية وصارت لهم شهرة واقبل عليهم الناس كما انتشر السحر المحرم شرعا ولم تسلم مقابر وجثث الموتى من سحر الاشرار . وكل ذلك يحدث لنا لأننا فرطنا في الأخذ بالعلم وأسباب النجاح في الحياة بالمبادرة بالعمل والنشاط واتخذنا الحياة لهوا ولعبا ولو اقتدينا بالمجتمعات المتطورة لما وجدنا وقتا لهذه الخزعبلات والتخاريف وأخشى أن يعلن أحد المشعوذين ترشحه للانتخابات الرئاسية ويقول لنا أنه سيسخر الجن والشياطين والعفاريت ليأتوه بأسرار العلم والمعرفة من الدول المتقدمة ويقومون بالعمل بدلنا مادمنا قد سقطنا الى هذا المستوى المتدني في هذا الزمن الذي تأخر فيه أصحاب الكفاءة وتقدم فيه «الرويبضات».