- أصيبت ب 40 قطعة من شظايا قنبلة في آخر معركة لها نظمت أمس مديرية المجاهدين لولاية عين تموشنت لقاء مع نزلاء مركز الراحة للمجاهدين لبلدية حمام بوحجر الوافدين من مختلف ولايات الوطن قصد التداوي والاستجمام بالمحطة المعدنية حيث سجلت معهم شهادات حية عن المآسي التي خلفها المستعمر الفرنسي ومن ضمن الحاضرين السيدة «سميشة بابا أحمد» التي روت بمرارة وشجاعة كفاح شابة لم يتجاوز سنها 17 عاما في سنوات الخمسينات وكانت تأخذ كل أوامرها كجندية محنكة من طرف القيادة العليا التي كان يمثلها آنذاك الشهيد العقيد لطفي. أسماء مستعارة للاختفاء عن أنظار المستعمر اتخذت السيدة سميشة عدة أسماء أثناء كفاحها حيث كانت تغير اسمها كلما انكشف أمرها عند المستعمرين الذين كانوا في رحلة بحث دائمة عنها عبر ربوع ولاية تلمسان فاتخذت اسم حفصة ونورية ثم حفيظة لينتهي بها المطاف إلى آخر اسم وهو محند مصطفى وهي من مواليد تلمسان سنة 1939 تسرد وقائع عملها النضالي الذي بدأته سنة 1956 أي عندما كان عمرها لا يتجاوز 15 سنة رغم رفض عمها المجاهد رفيق العقيد لطفي التحاقها بسبب صغر سنها حيث بدأ عملها النضالي كفدائية بتلمسان وكان منزل والدها الكائن بباب الحديد بتلمسان مركزا للقاء المجاهدين الذين كانوا يجتمعون ويخططون وعندما ألقي على عمها المجاهد القبض وزج بالسجن بدأت أول عملية لها حيث حملت رسالة سرية إلى السجن وضعت في عنق «المقراج» ومن هنا تم تكليفها بتسيير المالية ثم قامت بوضع قنبلة بمقهى «أميركان» بتلمسان وقنبلة أخرى بنفس الولاية كُلفت بهمة كاتبة بالمنطقة الخامسة الناحية الرابعة و صعدت إلى الجبل كجندية محنكة تحمل السلاح بمهمة كاتبة بالمنطقة الخامسة الناحية الرابعة بالقسم الأول والثاني والثالث والرابع عند سي الزوبير حيث حضرت عدة معارك منها معركة عين الصفراء و سي الطاهر بأعالي تلمسان وجبل قادوس ومعركة عبادلي عمر. ومن بين المعارك التي لا تزال تتذكرها السيدة شميسة وتتأثر بها كلما سردتها تلك التي وقعت في جانفي من سنة 1960 حيث انقطعت كل الخيوط والمعلومات التي كانت تأتيها عبر المراسيل فذهبت رفقة الملازم عبد الغني وعبد الوهاب إلى جبل سيدي عفيف بمنطقة القادوس بتلمسان ليلتقوا بالمجاهدة عائشة التي كانت حاملا إلا أنها قتلت قبل أن تصل إليهم . معركة أخرى يسجلها التاريخ لصالح سميشة وهي آخر عمل نضالي في حياتها الثورية حيث كانت موجودة بمركز يقع تحت عمارة يقطنها المستعمر الفرنسي من قادة وعسكريين حيث تم اكتشافهم وكانت المجاهدة آنذاك برتبة عريف وكانت رفقة 4 آخرين من المجاهدين في صدد تحضير لعملية كبيرة داخل تلمسان فوقع اشتباك ما بين المجاهدين الأربعة والمستعمر فقام واحد منهم برمي قنبلة على الفرنسيين ثم استشهد وهكذا الثاني وكانت المجاهدة تحمل قنبلة فأرادت أن ترميها على المستعمر وتستشهد إلا أن زميلها أخذها ورماها وقبل أن يفعل ذلك رمت بنفسها عليه فانفجرت القنبلة على المستعمر وعلى جسديهما في مشهد بطولي مثير فأستشهد الذي كان معها في حين أصيبت بجروح جد خطيرة و40 قطعة من شظايا القنبلة ما تزال البعض منها باقية على ذراعها الأيمن . المجاهدة شميسة تدعو الشباب أن يحبوا الوطن وكفى و بعد الاستقلال قامت المجاهدة سميشة بإنشاء أول مركز لتدريس أبناء الشهداء كما كانت إطارا ساميا سابقا بوزارة المجاهدين وهي تحث اليوم شباب الجزائر أن يقدموا لهذا البلد حبهم وروحهم لأن شيوخ اليوم هم شباب الأمس الذين قدموا ما كان عليهم من واجب اتجاه وطنهم بكل روح ووطنية من أجل أن يعيش جيل اليوم في كنف الحرية .