تحدث الأستاذ يقاش مرتضى ، مجاهد ورئيس تحرير سابق، و محامي لدى المحكمة العليا ، ورفيق درب العلامة والمجاهد الشيخ عبد القادر الزوبير، في الوقفة التذكارية التي خصته بها الجمهورية أمس، بإسهاب كبير عن فضائل وخصال الإمام الشيخ الزوبير، و القيم التي كان يتحلى بها، و ظل متمسكا بها، إلى آخر رمق في حياته، دون اغفال الجانب المرح الذي كان يتسم به، باعتبار أن الأستاذ مرتضى رافقه وهما طالبين في جامع القرويين بفاس بالمغرب، منتصف الأربعينيات، و بداية الخمسينيات من القرن الماضي ، حيث ذكر المتحدث أن الشيخ الزوبير، كان في بداية حياته، فقيرا ينعم بحياة جد بسيطة في سيدي بلعباس، التي نشأ فيها، حيث كان عصاميا و كافح صعوبة الحياة. كما قال الأستاذ يقاش مرتضى، الذي عاش فترة زمنية طويلة مع الشيخ الزوبير، في معرض حديثه، إلى أن الفضل في التكوين العلمي للعلامة الشيخ الزوبير، يعود إلى الشيخ المرحوم بن كابو في زاويته، الذي تتلمذ على يده، حيث كان طالبا لامعا لديه قبل أن يتوجهه إلى فاس، كما كان خلال هذه الفترة، رفيقا لابن الشيخ بن كابو، سيدي أحمد بن كابو الذي تحصل على العالمية من جامعة الزيتونة، وكان مساعدا لوالده، مشيرا هنا، أن الشيخ زوبير كان غزيرا في علمه وأخلاقه وفي مواقف الوطنية، وبعد ذهابه إلى فاس، يضيف الأستاذ يقاش. بدأ الشيخ الزوبير نشاطه العلمي وكذا السياسي، حيث كان عضوًا مكافحا ومناضلا في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، التي انبثقت عن حزب الشعب، من خلال تظيم الطلبة الجزائريين الذين كانوا متواجدين في فاس، حيث كان يشرف على هذا التنظيم من حين لآخر، بتكليف من خيدر و قبله بن ددوش، الذي كان مشرفا على هذا التنظيم السري، و التحق فيما بعد، بالإعلام في المغرب، و استخلفه الأستاذ مرتضى في هذه المسيرة النضالية. أكد الأستاذ مرتضى، الذي ظل ملازما للراحل، أنّ الشيخ الزوبير كان متميزا بسرعة الحفظ و بالذكاء والحنكة والحكمة، وأنّه كان النابغة في ألفية إبن مالك وشرح بن عقيل، ومتمكنا من مذاهب الفقه الأربعة، التي جعلت منه رجلا مناضلا وفقيها، وهو ما أهّله ليكون إماما ومفتشا، حيث كان يلقي الدروس بمكة المكرمة... ملأ حياته بالعمل الجاد، والاجتهاد في نهل العلم و المعرفة ، إلى أن أصبح مفتي وهران بل ومنه مفتي الجزائر، ومرجعية دينية.