شعبان بن ذهيبة فنان عصامي ، من مواليد شهر مارس 1947 بمستغانم ، اختص في العزف على آلة القيتارة و انخرط في عدة نواد موسيقية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ، كان له شرف العمل مع ألمع نجوم الأغنية الجزائرية على غرار رابح درياسة ، سلوى ، أحمد وهبي ، بلاوي الهواري ، ..ومن أجل التعرف أكثر على مسيرته الفنية وأهم أعماله ومشاريعه ، اقتربنا منه و أجرينا الحوار التالي : ^ كيف بدأت قصتك مع الموسيقى ؟ قصتي مع الموسيقى تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، كان الشارع أول مدرسة قبل أن أنخرط في نوادي وأتعامل مع فنانين محليين وأجانب فيما بعد، حتى بالنسبة للآلات الموسيقية ، حيث كنت وكبقية الأطفال نصنع الآلات الموسيقية من الخردوات والأخشاب وهذا راجع للفقر المتفشي وسط العائلات التي كانت في الكثير من الحالات عاجزة عن تدريس أبنائها، فما بالك شراء أدوات موسيقية للترفيه ؟، وعندما بلغت 16 سنة انخرطت في فرقة» الوداد» بمدينة مستغانم، والتي كانت تتشكل من الإخوة « مايدي عبد الله «و» الأخوين بن دريس بومدين» وقدور رحمهم الله ، كنا آنذاك نعشق موسيقى الجاز، لذا كنا نقلد أغاني» راي تشارلد» و«جامس براون» ^ حدثنا أكثر عن فرقة «الوداد» الموسيقية ؟ فرقة «الوداد» كانت تتكون من 7 فنانين ، لكنها لم تعمر طويلا ما أدى بها إلى الاختفاء ، لكن سرعان ما أسسنا فرقة جديدة تحت مسمى «ليقوشي « كون الإخوة الذين شكلوا هذه الفرقة كانوا كلهم يعزفون بيدهم اليسرى ، على غرار مايدي عبدا لله رحمه الله ، عبد اللاوي الشيخ و أنا ، في هذه الفترة ارتقينا نوعا ما ، حيث كنا نقيم حفلات في الملاعب و قاعات السينما وحتى الأعراس . ^ هل كان لك احتكاك مع فنانين كبار ؟ مع مرور الوقت وخلال سبعينيات القرن الماضي ، تطورت كثيرا خاصة بعدما اشتغلت بمدرية الشباب والرياضية كأستاذ في التربية الموسيقية ، حيث تم استدعائي كي انضم إلى فرقة الفنانين الكبار أمثال رابح درياسة ، سلوى الجزائرية ، بلاوي الهواري ، كانوا آنذاك هواة رغم شهرتهم في الساحة الفنية الجزائرية . لم يتوقف نشاطي عند هذا الحد وإنما تخصصت كذلك في تركيب الألحان ، حيث ركبت ما لا يقل عن 50 قطعة فنية لفنانين أجانب على غرار الأوربيين جورج بيتي ، ستيفان ستروجاني ، جانيني أنجينيني وآخرين، كما عملت مع الفنان « فاهد بلان « رحمه الله وساهمت في الكثير من الألحان بالنسبة للفنانين الجزائريين . ^ من هي الأسماء الشابة التي تعاملت معها في مجال الموسيقى ؟ من الأسماء التي تحضرني أذكر المرحوم الحبيب بطاهر ، الشاب عدلان ، الشاب العجال الذي عرف نجاحا كبيرا عبر العالم ، الشاب طهيرو ، الشاب قسيمو ، الشاب مامو ، الشاب اليازيد الناشط في قناة الشروق وغيرهم ، وكان عملي معهم قائم على تصحيح بعض الكلمات وكذا الألحان . ^ ما هو الفرق بين فن الأمس واليوم؟ لا مجال للمقارنة ، في القديم كانت الكلمات نظيفة وجميلة ، يمكن أن تسمعها مع العائلة ، وفي المقاهي و المحلات دون حرج ... أما اليوم فهي ركيكة وغير مقبولة إلا في أوساط التي تكسرت فيها الروابط العائلية وغادرتها القيم النبيلة ، هناك من الشباب للأسف يبحثون على الأغنية التي تثير الإثارة وسط المجتمع وتخلق نوعا من الهزات التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، عكس الماضي عندما كان الفنان يبحث بداية عن كلمات الأغنية ثم يصححها ويلقحها ، بعدها ينتقل إلى تلحينها ، كل هذا العمل يستغرق سنة أو أكثر قبل أن تخرج الأغنية إلى السوق ، وهو ما كان يساهم في نجاح الأغنية ، بدليل أنه لا زالت هناك أغاني تذاع إلى اليوم عكس أغاني « الطايوان» التي تستهلك ثم تنسى. ^ ما هو الحل في رأيك ؟ الحل بيد القائمين على عالم الفن والثقافة في الجزائر ، عليهم فتح الباب أمام الفنانين الذين همشوا خلال السنوات الأخيرة ، وكذا كتاب النصوص النظيفة وغلق الباب أمام الانتهازيين والطفيليين الذين غزوا عالم الفن وكسروه بمباركة أيادي همها المال وليس التربية والبحث عن الذوق الرقيق والجميل .