من الحوت الأزرق مرورا ب « شارلي شارلي « و انتهاء ب « البيار « لعب خطيرة و مؤذية لحد إنهاء حياة طفل أو قاصر دفن معه الأجوبة عن أسئلة دامية ... كيف ، لماذا و متى ؟ . إن الهدف الأسمى من الألعاب هو الترفيه و المرح و الترويح عن النفس و الهروب و لو لفسحة من الزمن عن مشاكل و مشاغل و التزامات الحياة على أن يكون هذا الترفيه بغير بعيد عن البعد التربوي فلا بد أن يحمل في تفاصيل لهوه عبرا و دروسا تنمي شخصية الطفل و تزيد من ثقته في نفسه و تحثه على الجدية في بلوغ المقصد ، إلا أن الألعاب الموجهة للطفل و القاصر اليوم في غالبيتها و للأسف الشديد تدعو للعنف و القتل و الإبادة لدرجة أن بعضها يكون عدد نقاط الفوز المتحصل عليها مرهون برقم الأرواح البشرية المقتولة في اللعبة ، و إن كان هذا على بشاعته و خطورة تداعياته يبقى قتل افتراضي ، أما الطامة الكبرى أن يتجاوز اللعب دائرة المرح إلى الترح الواقعي فكم من خلاف تافه داخل قاعة بيار انتهى بتوقف عداد عمر شاب لم يتجاوز بعد عتبة باب الحياة ليغادرها مسفوك الدم و كم من مراهق وقع في فخ باعة السموم داخل قاعة بيار مظلمة خارج مجال المراقبة و المحاسبة فوجد نفسه أمام هيئة قضائية بتهمة العقوق بعدما تحول إلى عبد مسلوب الإرادة بحاجة إلى المال لشراء المهلوسات و لو كان الثمن ضرب و سب والديه . نحن اليوم بحاجة ماسة إلى إعادة برمجة و صياغة منظومة الألعاب الموجهة للطفل و عد النظر إليها بسطحية و سذاجة على أنها مجرد لعب مخصصة للترويح عن الروح و الحقيقة أنها لم تعد كذلك بل هي أضحت سببا في ذهاب العقل و انتقال الروح إلى بارئها .