لا يختلف اثنان على الانسان بحاجة إلى جرعات ترفيه يومية للإفلات من روتين الحياة المزدحمة بالخلافات و التوترات ، و إن كان الهدف واحد إلا أن وسيلة الترفيه تختلف حسب الطبائع و الأذواق و الهوايات فهناك من يحبذ الطبيعة فيرتمي في حضن حديقة أو غابة أو يستلقي عند رأس جبل أو عند حافة البحر و هناك من يفضل الموسيقى أو السينما أو المسرح و هناك من يهوى الرياضة بالمشاهدة أو الممارسة و لعلها السيلة الأكثر استقطابا في مجتمعنا و من أصنافها «البيار» داخل قاعات مخصصة أو في الهواء الطلق . و قد اخترنا أن يكون موضوع ملفنا لهذا الأسبوع عن هذه الهواية التي هي في الأصل لا تشكل خطرا على صحة ممارسها الجسدية أو النفسية بل بالعكس فوائدها كثيرة و عديدة إلا أن الملاحظ في الآونة الأخيرة أن الكثير من قاعات البيار أضحت ملاذا للمنحرفين و متعاطي المخدرات و مروجيها يستهدفون بالخصوص شريحة المراهقين الذين بحكم صغر أعمارهم و نقص خبرتهم في الحياة يمثلون فرائس من السهولة اصطيادها و التلاعب بها ، بل الأخطر من ذلك أن جرائم و اعتداءات استعملت فيها الأسلحة البيضاء داخل هذه القاعات راح ضحيتها شباب في مقتبل العمر لكن للأسف الشديد و كأن شيئا لم يكن. فهل يا ترى هذه القاعات تخضع للرقابة من قبل الجهات المختصة و هل هي مقننة و تسير وفق شروط قانونية محددة و من هي الجهة المختصة في منح تراخيص فتحها و الأمر بغلقها ، و لماذا تحولت هذه القاعات من مكان للترفيه و المرح إلى وكر للجريمة بكل أصنافها ، هذه الأسئلة و غيرها سنحاول الإجابة عنها في هذا الملف