لقد تكون أبطال ثورتنا داخل الحركة الوطنية السياسية والإصلاحية واستفادوا من أفكارها وتجاربها بالإضافة إلى تراث المقاومة الشعبية ومنهم الأمير عبد القادر رحمه الله الذي أقام دولة وحارب جيوش فرنسا الغازية وذلك بالاعتماد على إمكانيات الشعب الجزائري المحدودة وصمد مدة 17سنة كاملة وهكذا كانت الثورة الجزائرية ذات طابع وطني في رجالها وأفكارها وأساليبها حيث تمكنت في تجنيد الشعب حولها فاحتضنها واحتضنه وتحقق شعار «الثورة من الشعب وبالشعب» لكن مع مطلع فجر الاستقلال وبزوغ شمس الحرية حدث التحول غير المنتظر عن النهج السليم الذي سرنا عليه حتى وصلنا إلى غايتنا المنشودة وذلك في مؤتمر طرابلس في شهر جوان 1962 بإقحام النظام الاشتراكي الذي لم يسبق التطرق إليه من قبل حسب شهادة المرحوم رضا مالك وهكذا استبدلنا بضاعتنا الثمينة بأخرى مستوردة فحدث الشقاق بين رفاق الكفاح وفقد الشعب حماسه ونشاطه وحلت الشعارات الجوفاء مكان العمل المنتج والفكر الخلاق والمبدع رغم الدعاية الضخمة والإمكانيات المسخرة والصخب الإعلامي والخطب الرنانة والمديح العالي للاشتراكية ومنجزاتها ولم نكتف بذلك فرحنا نحارب كل فكرة تخالف السيدة الاشتراكية بقوة ولم نلتفت للأخطاء الظاهرة والنصائح الخالصة وأضعنا فرصة ثمينة في الاستفادة من مشروع المفكر الكبير مالك بن نبي رحمه الله.