التنمية عملية متكاملة وشاملة مركزها الإنسان بقدراته الجسمية والفكرية ونشاطه المادي والعقلي وحركاته واستغلاله للإمكانيات المتوفرة من أراضي خصبة وثروات طبيعية وعدم تضييع الوقت الذي يعتبر أهم عنصر في هذه الحياة بل هو الحياة نفسها ونهرها المتدفق الذي تصل مياهه إلى كل بقعة على سطح هذه الأرض بعدالة فتستغله شعوب بذكاء وحكمة فتبني وتشيد وتبدع وتبتكر وتصنع فتتقدم وتملك القوة وتقيم الحضارة وتعيش في سعادة وتفرط فيه شعوب أخرى وتتركه يضيع من بين أيديها وهي منشغلة باللغو واللهو والقعود والأكل والنوم والتكاثر فتتخلف عن ركب الحضارة وتعاني من تسلط الآخرين عليها والسخرية منها وسلبها خيراتها فلا النظريات تنفعها ولا دروس التاريخ ولا خطب السياسة لأن هذه الحياة مبنية على العلم والعمل ومن نام لا تنتظره الحياة. وقد حثنا الإسلام على امتلاك القوة في قوله تعالى «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل» فسميناها خطأ ب (آية الجهاد)) ونسينا أن القوة تشمل كل الجوانب التنموية من صناعة واقتصاد وزراعة وثقافة وعلم ومعرفة.