والرائد لا يخون قومه بل يحميهم ويدافع عنهم وينصح لهم ويقودهم في الأوقات الصعبة ويضحي من أجلهم بكل ما يملك وقد حان لها أن تنهض لتتصدر كما كانت في الماضي البعيد والقريب فكانت القوة المسيطرة على جنوب البحر المتوسط مدة ثلاثة قرون كاملة تتصدى بقوة للحملات الغربية عليها وتقف إلى جانب الخلافة العثمانية بأسطولها قبل أن تبلى بالاحتلال الفرنسي الذي لم يذق طعم الاستقرار على أرضها وقد أفتكت منه استقلالها عن طريق ثورة نوفمبر المجيدة التي كانت سببا في استقلال شعوب أخرى في المستعمرات الفرنسية وصارت مقصدا للثوار في القارة الأفريقية يستلهمون منها دروس الكفاح والنضال في سبيل الحرية والاستقلال. وقد ظلت الجزائر تدافع عن دول العالم الثالث وحقها في التنمية بينما تولت زعامة العالم العربي دول أخرى لم تحسن القيام بها ودخلت في تنافس وصراع فيما بينها مما أدى إلى فشل النظام العربي على جميع الأصعدة فلا فلسطين تحررت ولا الوحدة العربية أنجزت ولا النهضة أقيمت فكل المشاريع عصفت بها رياح النظام العالمي الجديد وعبثت بها الفوضى الخلاقة وخربتها ثورات الربيع العربي وغرقت في بحار الدم والدموع والدمار وصارت مسرحا للتدخلات الأجنبية. وأذعنت أنظمة عربية للعدو الصهيوني ودخل بعضها في تحالف علني معه حيث تتعرض القضية الفلسطينية للتصفية تحت تسمية (صفقة القرن) وأمام هذا الخطر المحدق بالآمة العربية تبقى الجزائر صامدة وواقفة إلى جانب الشعب الفلسطيني رغم التهديدات والضغوطات والإغراءات. وقد حان الوقت لترتب أمورها الداخلية لتتصدر المشهد العربي والإمساك بعجلة القيادة لتتبوأ مكانتها بجدارة واستحقاق.