يرى مدربو ألعاب القوى بوهران أن المحيط المتناسق المناسب لتكوين رياضيي النخبة غائب لعدة أسباب مثلما يوضحه السيد رحماني عبد المجيد مدرب نادي الجيل الجديد لوهران ، وهو إطار بمديرية الشبيبة والرياضة ، متخرج من المعهد العالي لتكوين إطارات الشباب والرياضة (كرابس سابقا) سنة 1997 ، مختص في ألعاب القوى وتحديدا في سباقات السرعة القصيرة والمتوسطة . @ ما رأيك في المستوى العام لألعاب القوى بوهران كتقني ؟ ^ المواهب موجودة لكن الإمكانيات لا تتوافق معها ، فالكم متوفر ولكن المحيط المناسب والمتناسق غائب ، فمن اجل النجاح والوصول إلى فئة النخبة لا بد من العمل من القاعدة ولهذا لا بد من توفير كل المحيط المتناسق ، فعلى كل هيئة مسؤولة في الرياضة أن تلعب دورها في هذا المجال لكي نتمكن من إيصال هذه الشبيبة إلى رياضة النخبة ، لكنه في الوقت الراهن يستحيل بلوغ هذا الهدف ما عدا في بعض الحالات الخاصة ، فعلى سبيل المثال العتاد الذي أقيمت به البطولة الجهوية الشتوية هذه السنة بوهران عمره يفوق 20 سنة ، فالعتاد الخاص بسباق الحواجز هو مثبت فقط بالشريط اللاصق وبعض الحواجز لا يمكن ضبطها ، كما أن البساط الخاص بالقفز بالزانة تم ترقيعه ليتناسب نوعا ما مع القفز العالي ، ورغم ذلك لا يتناسب جيدا حتى مع هذا الإختصاص ، فمشكل العتاد هو سبب من أسباب غياب المحيط المتناسق لألعاب القوى بوهران ، فإذا لم تقم كل الهيئات المختصة بالإتحاد من أجل الرقي بهذه الرياضة فسنبقى في كل سنة نكون رياضيين صغار وبمجرد وصولهم إلى فئة الأشبال أو الأواسط يصلون إلى مفترق الطرق فإما الدراسة أو رياضة النخبة ، وهذه الأخيرة مستحيلة في ظل هذه الظروف ولهذا فجل الرياضيين يختارون الدراسة في ما بعد . المشكل الحقيقي يكمن في هذه المرحلة عندما يتأهب الرياضيون للإرتقاء إلى الفئات الكبرى حيث تصعب عليهم المهمة للأسباب المذكورة ، ومعلوم أن الإمكانيات الكبيرة لألعاب القوى موجودة فقط في العاصمة وبجاية ، ولهذا فالعديد من رياضيينا يتنقلون للنشاط مع أندية عاصمية فيما يفضل البعض الآخر التوقف عن ممارسة الرياضة وبناء مستقبله بمدينته من خلال مواصلة دراسته ، لأن الرياضة لن تضمن له شيئا. @ ما هي الحلول التي تراها الأنسب للإرتقاء برياضة ألعاب القوى بوهران ؟ ^ سأعطيك مثالا قبل الحديث عن الحلول ، قبل بضعة سنوات كان لدي رياضي وعند وصوله إلى فئة الأواسط تنقل للعيش في بلد أوربي فشارك هناك في بعض المنافسات وسجل توقيتا قدره 30 دقيقة في سباق 10 كيلومتر على الطريق ، وهو توقيت لا بأس به في فئته ، فمنحوه شهادة ترتيب العدائين في اختصاصه ، هذه الوثيقة سمحت له بطرق كل الأبواب لجلب السبونسورينغ علما أنه من أجل تحرير هذه الوثيقة اجتمعت 3 هيئات وزارية وهي وزارة الشباب والرياضة ، ووزارة التجارة ، ووزارة الإقتصاد ، فهنا تلاحظ كيف تعير هذه الدول اهتماما لهذه الرياضة وهذا هو المحيط المتناسق الذي تحدثت عنه ، حيث يعود بالفائدة على الجميع ، فالرياضي إذا كان محفزا ومرتاحا نفسيا يمكنه تقديم الكثير. @ هل من رسالة توجهها ؟ ^ أوجه ندائي للمسؤولين وأقول لهم ضاعفوا اهتمامكم برياضة ألعاب القوى ، فحسب ما نلاحظه فإن الإهتمام يقتصر فقط على رياضة كرة القدم ، في حين هناك رياضات أخرى تستحق هي الأخرى الإهتمام سواء كانت ألعاب القوى أو بقية الرياضات حتى نصل إلى توازن اجتماعي في الرياضة سواء المحترفة أو الهاوية ، فكلما نالت الرياضات حقها من الإهتمام زاد جلب الشباب في حلقات.