- عقبات عديدة تكبح مشاركة الشبيبة في الشأن السياسي
أكد الدكتور –محمد براسي- أستاذ بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس للجمهورية أن الجزائر تملك من الإمكانيات و الطاقات و القوى ما يؤهلها إلى الالتحاق بمصاف الدول العصرية ،و على راس هذه القوى في المجتمع هي فئة الشباب التي تجاوزت نسبتها ال 75 بالمائة ، و بالتالي قوة بشرية هائلة يمكن توجيهها و الاستفادة منها للنهوض بجميع القطاعات و المجالات على مستوى الدولة لا سيما المجال الاقتصادي ، الاجتماعي و الثقافي باعتبارها قوة التغيير الرئيسية الأساسية في المجتمع. وصور المشاركة السياسية للشباب عديدة يضيف الأستاذ براسي كالانضمام للأحزاب أو الترشيح لتولي المناصب أو التصويت في مختلف الاستحقاقات أو حتى المشاركة في الحملات الانتخابية وهو ما يقحم الشاب في المجال السياسي،ولكن ما هو ملاحظ حسب الدكتور براسي فإن المشاركة السياسية للشباب ضعيفة نوعا ما وبالأخص في عملية التصويت في مختلف الاستحقاقات وذلك نتاج عدة عوامل وعقبات تكبح مشاركة الشباب كضعف الحافز أو الافتقار إلى المعرفة السياسية، أوفقد الثقة في المترشحين،وغياب الديمقراطية ..، و بالتالي فمن الضروري جدا يضيف الأستاذ تأطير هذا الشباب و إدماجه في صنع القرارات السياسية و الاقتصادية المهمة و صنع سياساتها ، و ذلك من خلال الاستماع و الإصغاء الحقيقي لأفكار الشباب و آمالهم و أهدافهم من جهة ، و خلق الآليات و الأطر التي تمكن هذا الشاب من تحقيق هذه الاهداف و تساعده على تحقيقها و صقلها و تصحيحها من جهة أخرى . ويتأتى ذلك بوجود أحزاب سياسية حقيقية تعبر عن آراء مختلف مكونات الشباب، و تكون لهم القدرة على التعبير عن افكارهم فيها و تحقيقها ، ويتمكن فيها هذا الشاب من الوصول إلى مناصب قيادية في الاحزاب بناء على آليات ديمقراطية انتخابية أساسها الفكرة و النضال السياسي لا على أساس الانتهازية و المال الفاسد و المحسوبية المقيتة و التي تعطي درسا سيئا جدا للشباب الذين يريدون الانتماء إلى تلك الأحزاب و الانخراط في الشأن السياسي أو العام ، و بالتالي تكون تلك الاحزاب مدارس سياسية تكون قيادات شبابية مستقبلية. و كل ذلك في إطار مناخ سياسي حقيقي يضيف الأستاذ براسي تكون فيه آلية الانتخاب مصونة و مضمونة من الجهات الوصية و المنظمة لها و بصفة شفافة ، بحيث تعطي للشباب فرصة الولوج إلى هذه الاستحقاقات و التعبير عن آرائهم و تغيير ما يريدون، و كذا الحصول على مناصب قيادية في الدولة يترجمون فيها قدراتهم و كفاءاتهم لا سيما و أنهم أكثر قدرة و مرونة للتحرر من الأفكار التقليدية و العادات و القيم القديمة التي شكلت بعضها عائقا أمام تقدم المجتمع الجزائري و هذا سوف يؤدي إلى إنهاء مشكلة عزوف الشباب عن الشأن السياسي بصفة عامة و الانتخاب بصفة خاصة كمنتخب أو مترشح.