الانتخابات تحولت عندنا من فعل ديمقراطي سلمي إلى مشكلة معقدة تنذر بمخاطر كبيرة لتشبث كل طرف بموقفه وميله إلى التصعيد الذي إن استمر بالوتيرة الحالية سيغرق السفينة بمن فيها رغم أن قضية العهدة الخامسة تعتبر منتهية بالنظر إلى رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والمرشح لرئاسيات 18 أفريل المقبل التي ضمنها وعودا سينجزها في حالة فوزه منها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في ظرف سنة وعدم الترشح لها. بالإضافة إلى إصلاحات أخرى ستنتقل بالبلاد إلى مرحلة سياسية جديدة وهذا مؤشر إيجابي بلا شك وعلى الطبقة السياسية التقاط هذا الخيط للعمل من أجل تهدئة الشارع والبحث عن مخرج مشرف يسمح بتجاوز الأزمة الراهنة والدخول في حوار وطني شامل وعميق لوضع الترتيبات الضرورية والتفكير ربما في تأجيل أو إلغاء هذه الانتخابات. فكل شيء يهون من اجل سلامة الوطن والمحافظة على أمنه واستقراره ومن الأفضل أن نصبر سنة أن التزم الأمر ذلك لنخرج من الأزمة نهائيا ونضع أسس نظام سياسي جديد مبني على الديمقراطية والشفافية وحرية الاختيار ونابع من الإرادة الشعبية ونتجاوز مخلفات النظام الحالي الذي أصبح لا يستجيب للمقتضيات وضعية البلاد الحالية ولا يلبي رغبات الشعب بكل فئاته لا شك أن الموقف الحالي صعب وينذر بالانفجار إذا لم يتم التحكم فيه سريعا ونتذكر أن العشرية السوداء كانت بدايتها توقيف المسار الانتخابي والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فالتنازل مطلوب من أجل الوطن في هذه الظروف الصعبة