إن الحديث عن الزواج المختلط يستدعي أولا الحديث عن الأسرة ، فهي نواة المجتمع و اللبنة الأولى لبنائه و مهمة لما لها من وظائف و أدوار متشظية، تقوم من خلالها بضمان استمراريتها وتساهم في بناء المجتمع من جهة ، وتوفر الرعاية و الأمان لأفرادها من جهة أخرى . وقد انتشر الزواج المختلط و أصبح ظاهرة اجتماعية تحتاج إلى كثير من التمحيص، حيث أن طبيعة العلاقة الزوجية معقدة جداً،فهي تؤلف بين رجل وامرأة بينهما اختلافات كثيرة متعددة الأشكال و الأوجه،على الرغم من وجود أوجه التقاء كثيرة،خصوصا بين فردين من مجتمع واحد ،وقد تتفاقم الفروق في حالة وجود اختلافات في اللغة والدين والعادات الدينية والثقافية، و هو حال الزواج المختلط، وبالرجوع إلى الإحصائيات الرسمية تم تسجيل 68 ألف حالة طلاق سنة 2017 في بلادنا ، لأسباب واهية في كثير من الأحيان،كعدم النضج و انعدام المسؤولية وغياب روح الحوار،و يحصل هذا بين فردين من نفس الوعاء الثقافي. فلا يمكننا الحكم بالفشل على الزواج المختلط أمام هكذا أرقام، فهو قد يشكل بعض التحديات بين الزوجين ، خصوصا فيما يتعلق بنقل الثقافة وما تحمله من قيم إلى الجيل الثاني في الأسرة، ونستثني الزواج المختلط الذي يتسم بالجدية ويخلو من الانتهازية و المصلحة،فهو من أرقى أشكال التوافق الإنساني،الذي يتجاوز الحدود و اللغة والعرق والثقافة.