- بإمكان السلطة استغلال الحراك و استثماره لتدشين مرحلة تفاعلية جديدة خدمة للمشروع الديمقراطي. @ هل كسر الشباب من خلال الحراك الشعبي الأخير الصورة النمطية التي جعلت منه شبابا استهلاكيا بامتياز و فقط ؟ ^ المسيرات التي عرفتها معظم المدن الجزائرية تميّزت بخصوصيات من حيث التنظيم والشعارات والالتزام بالمسؤوليات تجاه الفضاء العام والخاص والتفاعل الايجابي مع السلطات العامة خاصة الأمنية ويبدو واضحا أن المحتجين أغلبهم شباب من مختلف الفئات والسن والنهج المهني والجميع يدرك أن سبب وقوع هذا الاحتجاج مرتبط بالعهدة الرئاسية التي تقررت في 18أفريل القادم فهي ليست احتجاجات روتينية استهلاكية بل لازلنا نعيش تواصلها وبوتيرة متزنة لكنها ضمن منطق وتنظيم سلمي اعطت الصورة الحضارية المسؤولة وهو ما يخدم صورة البلاد بصفة عامة. @ ما دام الشباب بهذا المستوى من الرقي السلوكي فلماذا لم يتم استثماره و استغلاله كطاقة ايجابية ؟ ^ أظن أنه كان بالإمكان استغلالها واستثمارها لتدشين مرحلة تفاعلية جديدة خدمة للمشروع الديمقراطي الجزائري فنحن نستطيع ان نؤكد أن موجة الاحتجاجات هي رد فعل طبيعي ومنطقي من رفض للعهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة الذي يعيش اوضاعا صحية صعبة، ووجود تطلع واضح وصادق من الجماهير لخلق انطلاقة تختلف عن السابق وادراج أفكار الاصلاح بداية من الرئاسيات المقبلة.. فالسلطة من مصلحة الجميع ان تستثمر من هذا الوعي الجماهيري المملوء،بالطاقة والامل نحو اوضاع تشاركية في خدمة الدولة والمؤسسات الوطنية وبالتالي تحسين الاداء الحكومي من أجل تنمية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الإشكاليات المطروحة.. فالدولة والسلطة مطالبة بالاجتهاد أكثر للاقتراب من مطالب وانشغالات المطالبين بالإصلاح ضمن تفاعل مسؤول ومتجاوب بعيدا عن كل اشكال التأزم وتعطيل الطموح الجماهيري... اذن الكرة عند أصحاب القرار ،علماأن النجاح في تحقيق الوفاق والتفاهم والتجاوب هو في مصلحة الوطن علما ان المحيط الاقليمي والدولي لا يساعد في تمديد الازمة التي يخاف عليها الانزلاق وخروجها عن طبيعتها السلمية. لو قارنا انثروبولوجيا بين جيل اليوم و الأجيال السابقة «الحقبةالاستعمارية- و بناء الدولة بعد الاستقلال» فما نقاط التشابه و الاختلاف ؟ إذا قارنها بتجارب الماضي ومن تم بين مختلف الأجيال فإننا نقول أن متغيرات اليوم المحيطة بالدولة والمجتمع تدفع بنا إلى التأكيدعلىأهمية الرهان على نجاح الطرفين الدولة والمحتجين للوصول لحل يليق بما يتمناه الجميع البحث عن الحل السلمي وخاصة و أن الأمر يتعلق برئاسيات ستضمن استمرار الدولة ومن تم التكفل بالتنمية الشاملة خاصة اجتماعيا و الذي ميز الاحتجاجات هذه المرة ومع الجيل الجديد هو قلقها من أوضاع الشباب في البحث عن العمل والسكن ومن تم توفير الارتياح النفسي كعامل أساسي في حياة الانسان... اذن تؤكد لنا سوسيولوجية حراك اليوم أن العديد من المتغيرات الجديدة فرضت نفسها وشروطها مما يتطلب الوعي بها والتعجيل بتبني مطالبها بكل صدق وجد ودون تأخر.. السلطات العمومية المسؤولة للبحث عن الحلول عليها أيضا أن تنتهج مناهج وتقنيات انجاز وتطبيق تتناسب مع الواقعية الجديدة مع الاستباق الشفاف... إن في الأمر الاشكالي التأزمي الحالي واجب للاتصال والسماع و إشراك كل من بإمكانه المساهمة وتقديم الحلول المناسبة... بالعكس الجيل القديم حتى لا نحسره في سن معين يجب عليه إشراك دائرة الفاعلين من الجيل الجديد على كل المستويات وبكل القطاعات دون اقصاء أو تهميش... @ هل يمكن اعتبار جيل اليوم عابر للإيديولوجيات ؟ ^ ان الحراك في مكوناته ومضامينه وفي قراءتنا لهنستطيع أن نقول أنه عابر للأيديولوجيات في غياب التغطيات الحزبية والسياسية الضيقة،بل تميز الحراك بخروج الشباب تلقائيا وطوعيا بشعارات يري فيها الأسباب التي أوصلت البلاد للتأزم علما أن الرئاسيات تتعلق بسلطة القرار وتجسيد المصداقية نحو إيجاد الحلول للمشاكل العاجلة والمتميز في الاحتجاجات هو فقدانها لقيادة رسمية واضحة مما جعلها تتسع رقعتها فكانت جامعة مانعة مما يجعلنا نتوقع ان تتطور نحو التنظيم والتأطير وترتيب المطالب وتسطير برنامجها بالعلاقة مع ما تقترحه السلطة من أجل الوفاق المفقود لحد الساعة. @ تم انتقاد و بشدة الانحرافات السلوكية لمواقع التواصل الاجتماعي لكن اليوم نلاحظ أن الفايسبوك أضحى المائدة التي يجلس حولها هؤلاء الشباب للنقاش و التخطيط بكل مايتعلق بالقضايا الوطنية الهامة كاستحقاقات 18 أبريل المقبل؟ ^ الشيء المميز في انطلاق الاحتجاج وسيرورته هو الدور المباشر والفعال للشبكات الاجتماعية وكل تقنيات التواصل وما ساهمت به بالسرعة الفائقة مثل الاعلانات والاخبار والتصوير وتأطير الاتجاهات... فعلا الاتصال الجديد برز وبوضوح مما ساعد الجماهير تنجح في اهدافها المختلفة خاصة اعلاميا. ومن جهتها السلطات صارت واعية بالدور للاتصال الجديد ومن تم ضرورة التأقلم مع شروطها وظلالها وتأثيرها داخل الرأي العام الداخلي والخارجي. @ ماالذي تتخوفون منه على الشباب بعدما أبانوا عن وعي عميق في كل ما يتعلق بالقضايا الوطنية الهامة ؟ ^ عاملالخوفلاينبغي أن يكون سببا في إجهاض كل حراك يبحث عن الافضل و إن النوايا حسنة مادامت المطالب شرعية وتتعلق بالواقع الوطني السياسي والتنموي والمستقبلي للأجيال الباحثة عن الافضل.. ان المسيرات التي عرفتها مختلف الفضاءات ميزها الهدوء والوعي بل كانت تحذر من الانزلاق والانفلات والاستغلال البغيض لبعض الانتهازيين والمحرضين للعنف والانزلاق لضرب الوحدة الوطنية. @ هل انعدام قيادة معلومة و متفق عليها وسط الشباب يعتبر أمرا ايجابيا أم سلبيا ؟ ^ الأكيد أن مرحلة التفاوض بين المحتجين والسلطات تتطلب تحديد الأشخاص والجهات التي تؤسس لاتصال وتفاوض من أجل ضبط الأمور وتحديد المسؤوليات والخروج بنتائج ملموسة ،فقط بشرط توفر الثقة والتجاوب والتفاعل بعيدا عن نية المراوغة والاجتهاد الخاطئ.