الحراك الشعبي، كما دُبّر له بأن لا يكون متصلا بحزب و لا بإيديولوجية ولا بمرجعية ولا بقراءة آنية قد تخْرج من فرط تسرّعها بخلاصة مغلوطة، دُبّر له أيضا ألّا يكون حكرا على جنس، ولا احتكارا من طرف فئة دون أخرى، فجاءت المرأة و رمت بثقلها في الوسط الشعبي ، فتقدّم المسيرُ أميالا، لا يبغي قطوفا دانية لذاته ولا صورة تضيء بها الشاشات مادة إعلامية للتسويق و الاستهلاك ويطوى الكتاب .. أكثر ما أدهشنا أنّ الجزائريات كنّ في الصف الأول - كالعادة - أدهشتنا جرأتهنّ وشجاعتهنّ و وعيهنّ بما يجري حولهنّ و الأكثر من ذلك كلّه : تسريب رسالة مفادها أنّ لا أحد يقرر مصير الجزائرية وعندما يتعلّق الأمر بالمصير، تكون الطرف الأول في صناعة قراره، ليست قاصرة و لا ناقصة سياسة ووعي بأنّ السواعد المجتمعة أساس البناء ، لأنّ أيّام التضحيات الأولى لم تكن في برج العاج ولا بيوت الزجاج بل في ساحات الوغى و مساحات التضحيات ، المرأة التي لم يكن يسمح لها بأكثر من حضور رمزي داخل الفضاء العام المحلي وتعديد عدد، والقول بأنّها هنا لا أكثر ولا أقل. لكنها الآن، لن تعود أبدًا لما كانت عليه، بعد أن أخذت بزمام الأمر وخرجت في مسير استرداد الكرامة ومرافقة الشعب. سيّدة الحراك و منذ بزوغ نسيمه الأول متصلة بكل أطياف الشّعب الذي يمثل جمهور النساء سواده الأعظم و ساعده الأمتن. ومن هنا تنبني أطروحة على أساس الاقتناع بأنّ التغير ليس مسألة جنس يمشي وحده بل تلاحم بين أبناء وبنات الجزائر.