ثورة وسائل الاتصال الحديثة غيرت شكل العالم وحولته إلى قرية صغيرة يخاطب أهلها بعضهم بعضا ويتحاورون ويتبادلون الرسائل والصور رغم بعد المسافات واختلاف اللغات وتحتل مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر والوات ساب الريادة نظرا للعدد الكبير من الناس الذين يشتركون فيها ويتأثرون بها ويتفاعلون معها سلبا وإيجابا خاصة الفيسبوك الذي يرتاده الكثير من الشباب لسهولة فتح صفحات لهم فيه والتواصل مع غيرهم وربط علاقات وصداقات وقد أصبحت خدمات هذه المواقع ممكنة لكل شخص يملك هاتفا ذكيا أو لوحة الكترونية (طابلات) أو جهاز كمبيوتر والنشر في هذه المواقع حر ولا يخضع للمراقبة كما يحدث في الجرائد مثلا فلا رئيس تحرير ولا مسؤول قسم و لا يشترط الكتابة بالاسم الصريح لذا من الصعب معرفة هوية أصحاب الصفحات أو التأكد مما ينشرونه من صور وأخبار ومعلومات وفرز الصحيح من المزيف مع سرعة النشر والتداول والتبادل التي تعرفها هذه المواقع وعجز الدول والحكومات عن مراقبتها أو الحد من تأثيرها بعد أن أصبحت تشكل بديلا للإعلام التقليدي. وقد استعمل شباب الثورة في مصر سنة 2011 صفحة ((كلنا خالد سعيد )) في الفيسبوك والذي مات تحت التعذيب في مركز للشرطة لتنظيم التجمعات في ميدان التحرير وتمكنوا من إسقاط نظام حسني مبارك. وما تعرفه الجزائر منذ 22 فبراير الماضي من مسيرات سلمية مطالبة بإلغاء العهدة الرئاسية الخامسة وتغيير النظام يعتمد بالدرجة الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفيسبوك الذي يستعمله حوالي 20 مليون مشترك جزائري أغلبهم من الشباب. لقد حدث ذلك وتكرر في جمعات الديمقراطية الشعبية و السلم والأمن والاستقرار بقيادة شباب الفيسبوك الافتراضيين انه عصر الانترنت والميديا الجديدة.