جانب من المسيرة السلمية ل 8 مارس خالف الشارع الوهراني في مسيرات التظاهر السلمي ضد العهدة الخامسة كل التوقعات التي كانت تشكك من قبل في استجابة الآلاف من الوهرانيين للحراك الشعبي منذ انطلاقه بتاريخ ال 22 من شهر فيفري المنصرم. حيث خرجوا بالمئات بعفوية ومن دون تأطير وتظاهروا بكل تحضر للمطالبة بالتغيير على غرار نظرائهم بالولايات الأخرى كما ميزت الاحتجاجات بمختلف شوارع المدينة التي قادها متظاهرون شباب أغلبهم لا ينتمون إلى أحزاب سياسية أو تنظيمات معروفة بالهدوء في غالبها ولم تحدث مواجهات مع الشرطة أو أعمال عنف ليؤكد مجددا الموطنون تمسكهم الشديد بالمطالب المرفوعة بكل هدوء وبطرق سلمية لم يسبق لها مثيل ولم تكن تتوقع الجهات المسؤولة و لا الحكومة انتفاضة الشعب بهذا الأسلوب المتحضر و بالأعداد الغفيرة من المتظاهرين من مختلف الشرائح العمرية ومختلف أطياف المجتمع وبالأخص الوهرانيون الذين عقدوا العزم على مواصلة المسيرة . فبعد الفاتح مارس تضاعفت استجابة الشارع للحراك بدون هوادة وبعزيمة كبيرة لتتحول في جمعة الثامن من مارس إلى مليونية بمشاركة قياسية لم تعهدها من قبل عاصمة الغرب الجزائري ولم تكن محسوبة ولا متوقعة لدى الكثيرين وبالأخص الدول العربية والأوروبية التي انبهرت بسلمية المظاهرات وعدم خروجها عن هذا النطاق رغم مرور ثلاث أسابيع على هذا الحراك الذي قدم من خلاله الشعب الجزائري درسا للعالم في التظاهر السلمي وما لم يكن محسوبا أيضا أن الشارع يقوده ويؤطره الشباب بكل احترافية إلى درجة اهتمامه بكل صغيرة وكبير ة وحتى بالتطوع في جمع مخلفات المسيرة وهو ما لم تعهده التظاهرات في الماضي وتحديدا منذ ما عرف بمسيرة الزيت والسكر في عام 2011 التي خرج خلالها عشرات الآلاف احتجاجا على الغلاء في الكثير المدن والتي تخللها تحطيم منشآت خاصة وعامة لم يعرف الشارع الجزائري مسيرات شعبيّة حاشدة حول مطلب موحد والتي نُظمت بقطاع دون آخر فكانت تحركات للأطباء أو الطلاب أو التربويين بينما الحراك الأخير وحد الشعب على صوت واحد ومطلب موحد وهو الرفض المطلق للعهدة الخامسة.