يبدو لي أن دور المثقف محجوب في واقعنا و في يومياتنا و بالتالي في الحياة اليومية في الجزائر... لأن فكرة الثقافة غير مطروحة أصلا عند الجزائري عامة، و عند السياسي بصفة خاصة، وعند المثقف نفسه بصفة أخص، لأن زمرة المثقفين أنفسهم لا يتواءمون مع فكرة الثقافة أصلا. فالمعيار الذي يتعاملون به هو « الأنا» فالثقافة تكون ثقافة ، عند ما تأتي من «أنا» المثقف نفسه ،و تنتفي كلية عند ما تأتي من زميل له آخر ينتمي إلى هذه الزمر، و ذلك ما يجعلني أقول بأن السياسيين ينسجمون أكثر في ما بينهم أحسن و أفضل من المثقفين. وقد لاحظت مع الأسف أن هناك تغيرا جذريا، في اتجاه السلب، يحصل داخل شخصية المثقف و في سلوكه حيال الزمرة التي ينتمي إليها بمجرد أن تسند إليه أدنى مسؤولية و لو كانت في الدرك الأسفل من المسؤوليات... طبعا و ذلك دون الحديث عن الفروق الأيديولوجية، و ليس الثقافية، التي تعشعش داخل كل من يحسب نفسه مع زمرة المثقفين. و لعل أبرز عينة على كل ذلك زمرة المثقفين أساتذة و أدباء الذي أسندت إليهم مهم و مسؤوليات كبيرة جدا تعنى بشأن الثقافة ،فقاموا بكل شيء إلا الثقافة، مما يجعلني أقول أنه لا يوجد في الجزائر الآن إلا اسم «الثقافة» أما لبها و جوهرها فسميه ما شئت.