يعرض الفنان التشكيلي المغترب كريم مزياني لأول مرة لوحاته الفنية أمام الجمهور الوهراني، وذلك بمتحف الفن الحديث والمعاصر «المامو»،حيث تتسم أعماله بتقنية الصبغ وهي تقنية جديدة في عالم الفن التشكيلي، ومن أجل الوقوف عند إبداعاته وانجازاته ومعارضه الدولية التي تحملها تجربته الطويلة، كان لنا معه هذا الحوار: ^ ماذا تقول بخصوص زيارتك الأولى لمدينة وهران ؟ فعلا ، هي أول مرة أزور فيها مدينة وهران، بعدما قدمت معرضي «صبغ في القصر»برواق قصر مفدي زكرياء بالجزائر العاصمة، حيث اقترح علي ّ وزير عز الدين ميهوبي أن أقوم بجولة في عدة ولايات حتى يكتشف عشاق الفن التشكيلي التقنيات الجديدة في الصبغ التي لقيت صدى في عدة دول عالمية . ^ كيف كانت بدايتك مع الريشة ؟ غادرت الجزائر منذ 45 سنة ، لأتابع دراستي بفرنسا، كنت أرسم لوحات فنية من أجل توفير لقمة عيشي، لكن بعدها نجحت في ابتكار تقنية جديدة خاصة بالصبغ، و لقيت استحسانا كبيرا خاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وحاليا أنا مقيم بين مدينتي «نيس» الفرنسية و« ميامي»الأمريكية، وسبق لي عرض أعمالي في العديد من البلدان، كألمانيا، إيطاليا، فرنسا، إنجلترا، هولندا، بلجيكاوالولاياتالمتحدةالأمريكية وغيرها، وحققت الحمد الله نجاحا بشهادة أكبر نقاد الفن التشكيلي في العالم . ^ حدثنا أكثر عن معرضك « صبغ في وهران» ؟ يضم معرض «صبغ في وهران» الذي تستمر فعالياته إلى 20 أفريل القادم حوالي 92 لوحة، حيث اعتمدت فيها على اللون الأزرق الذي يحمل عمقا و مضامينا فلسفية وفنية، تدل على معان سامية لهذا الفن الراقي الذي أريده أن يكون راقيا في معناه، وعندما أكون في قلب ورشتي، أحاول أن أبدع شيئا جديدا، وهذا هو المعنى الحقيقي للإثارة عند أيّ فنان يعشق فنه ،كما أن الفنان ما هو إلا حامل لرسالة، إما أن تصل وتُفهم أو العكس، وأنا أثمن الهدوء الباطني الذي يوحي بالإبداع والتأمل، علاوة على مقاييس أخرى لا يخلو منها مسار أي فنان، وهي الإرادة والإصرار والطاقة، وبالتالي التعطّش لمزيد من الاكتشاف، خاصة فيما يتعلق بالأحاسيس المغمورة في ذاتنا. ^ لماذا ركزت في أعمالك على الأشكال الهندسية الإسلامية و على اللون الأزرق و الذهبي؟ أحب الألوان، لأنّه ترمز للحياة وأحب الصبغ، لأنه يمثل أرضي الأم، وأحب أيضا الورقة الذهبية، لأنها مكاني المقدّس، والأزرق هو شهادة ميلادي، ومن خلال هذه التركيبة، أرسم الأشكال الهندسية والأبعاد والتموجات والأهلّة والقطع الورقية والظلال المذهّبة، فلقد أثمرت إبداعاتي مسارا لونيا يقارب 40 سنة من البحث، وتوصّلت إلى اكتشاف خلطتي السحرية، وهي «أزرق كريم مزياني المشعّ «، الذي تعتبر لغة أكثر منها لونا، علما أن كل ألوان التي أرسم بها تساهم في التأمل والهدوء النفسي وبعث روح التفاؤل داخلنا، ومن جهة أخرى ،أحاول تعطير التراث بلمسة رقيقة وبهية، تعزّزها قوّة اللون حتى لو تطلّب الأمر الخروج من الزمن الراهن، والخوص في لحظة كونية ذات معنى روحي . ^ ما هي رسالتك للشباب؟ يتمتع الشباب الجزائري بالعديد من المواهب ويحتاج فقط الانفتاح عن الأخر، وعليه أن يحب وطنه كثيرا، وأنا يعمل بجد و يحقق أحلامه بنفسه دون انتظار من أحد أن يوفرها له.