الاحداث المتسارعة التي عرفتها الجزائر في الأسبوع الأخير من شهر فيفري، والتي توّلد عنها حراكا شعبيا غير مسبوق جاء نتاج دعوات للخروج الى الشارع في مسيرات تم ببرمجتها وحددت تواريخها مسبقا وتقاسمها الجزائريون عبر بعض صفحات الفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي و كأننا في برلمان شعبي مقره هاتف نقال . حملت في أول وهلة مطلب رافض للولاية الخامسة لبوتفليقة وهو ما تحقق بعد مدّ وجزر و«بالقوّة»، حيث تم حشد الآلاف من الجزائريين في جمعة 22 فيفري2019 ، تلتها مسيرات حاشدة حددت تواريخها وخصصت للطلبة الجامعيين والثانويين يوم 26 فيفري و 1 مارس2019 ، و الاساتذة والمحامون و القضاة وغيرها و الاكيد أن مسيرة 8 مارس كانت الأقوى حيث خرجت نساء الجزائر ورجالها وأغلبهم شباب أكدوا خلالها للعالم كل رقيهم و تحضرهم ووعيهم بما يجري و سلمية وشرعية ما يطالبون به فكان ناجحة بامتياز وأجبرت الرئيس على مراجعة حساباته و العدول عن الترشح للمرة الخامسة على التوالي و تبني اجراءات للانتقال السلس للنظام .. هذا التنظيم المحكم للتظاهرات الذي أربك السلطة وفتح باب التساؤلات على مصرعيه خاصة عمّن يقف وراء هذا الحراك الشعبي و من يتزعم الحزب الافتراضي الازرق الذي هزم كل الموالاة والمعارضة .