- محلات ومقاهي مفتوحة في أقوى مشاهد «السلمية» كانت خامس جمعة في الحراك الشعبي بوهران مفعمة بالحياة والأمل في جزائر أفضل، و لم تمنع تقلبات الجو المواطنين من جميع الفئات الخروج للشارع و مواصلة السير إصرارا منهم على التغيير والانتقال إلى جمهورية ثانية سموها ب «جمهورية الشهداء». المسيرات الحاشدة التي عرفت أمس تعبئة شعبية منقطعة النظير انطلقت من ساحة أول نوفمبر حيث تم وضع زورق كبير لاستذكار ما فعله هذا الأخير في آلاف الشباب الذي فضل الحرقة و الموت في عرض البحر عوض العيش تحت رحمة الفساد.. وتواصل السير إلى غاية محور دورات ثانوية لطفي مرورا بشارع العربي بن مهيدي ومقر الولاية وهناك بدأت وفود المتظاهرين تصل شيئا فشيئا إلى أن تحول المشهد إلى عرض وطني مزين بألوان العلم وهتافات الشعب الذي ردد مطالبه الجديدة و المتجددة حسب مستجدات قرارات السلطة موجها رسالته بكل جرأة و وعي عكست صوتا و صورة إصرار شعب وهران الذي قال اليوم «نسير و نسير حتى يحدث التغيير» موضحا مطلبه الأول لتحقيق ذلك في عبارة «الشعب يريد إسقاط العصابة»، مبديا رفضه لأي تدخل أجنبي في مشاكل الجزائر «لا فرنسا و لا الألمان شعب بلادي هو السلطان»، كما أكد الشعب أيضا موقفه من مطالب تمثيل الحراك قائلا «لا لتمثيل للحراك الشعبي» موضحا شرعية مطالبه من خلال شعار «لا حلول خارج الدستور» وشعار «لا لرئيس بالكفالة الجزائر فيها رجالة».. ورافق المسيرات الحاشدة لجمعة 22 مارس شباب و شيوخ و عجزة و أطفال وحوامل وحتى المقعدين خرجوا للمطالبة بالجمهورية الثانية، كما كان مجمل المتظاهرين إطارات ومثقفين وفنانين وطلبة ما يؤكد أن صوت هذه الشعوب، هو صوت الحق وصوت الوعي والوطن. كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن مسيرات جمعة ربيع وهران حضرت فيها دولة فلسطين بقوة من خلال رفع العلم الفلسطيني إلى جانب العلم الوطني. هذا وبالموازاة فضل بعض الشباب أن يقوموا بتنظيف الطرقات من خلال جمع الاوساخ ووضعها في أكياس القمامة ليؤكدوا أن المسيرات سلمية ونظيفة أيضا وتميزت هذه المرة بدخول السيارات وسط المتظاهرين والسير جنبا إلى جنب، والأجمل من كل هذا هو السلمية التي فاقت التصورات والتي جعلت بعض المحلات والدكاكين تفتح أمام المتظاهرين لتلبية احتياجاتهم لبعض المأكولات والماء. كما كانت المقاهي مفتوحة وحتى الكراسي وضعت في الساحات العمومية لراحة المتظاهرين والأطفال وهذا بعد أن تبددت كل المخاوف من حدوث أي تخريب وعنف وسط المتظاهرين. وتأكد الجميع أن السلمية لم تكن مجرد شعارات تحمل وإنما كانت سلوك فعلي لشعب أراد أن يوضح للعالم من يكون الجزائري.