المسيرات الشعبية السلمية كانت أمس حاضرة في أغلب مدننا في جمعتها الخامسة على التوالي وقد مضى على بدايتها شهر كامل دون أن تتوقف أو تضعف أو يتراجع عدد المشاركين فيها الذين يعدون بالملايين والحلول المعروضة من رئاسة الجمهورية لم ترض الجموع الغفيرة الرافضة لتمديد العهدة الرابعة أو تأجيل الانتخابات الرئاسية وتصر على رحيل النظام رافعة شعار «ترحلوا يعني ترحلوا» والسلطة السياسية مازالت متشبثة بوعودها وكل طرف يتمسك بمواقفه والحوار غائب وأحزاب الموالاة حرقت أوراقها في تأييد العهدة الخامسة ولم يفدها التراجع الاضطراري والمعارضة السياسية منحازة للشعب ونور الدين بدوي رئيس الحكومة المعين لم يوفق في عقد حوار مع الأطراف السياسية المعنية بالأزمة ونائبه رمطان العمامرة الذي شد الرحال إلى الصين وايطاليا وروسيا زاد الطين بلة بمهمته. فزيارته أثارت الشكوك وكثرت حولها التأويلات مما جعل الدول المذكورة ومعها فرنسا تصدر توضيحات مؤكدة أنها لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر بعد أن تعالت صيحات المواطنين المنددة بها ولم يسلم النظام منها فقد حملت المسيرات الجديدة شعار «عار عليكم الإستقواء بالخارج»، وهكذا يشتد الخناق حول الأعناق ويضيق مجال المناورة والمداورة ولا حل في الأفق في ظل الجمود السياسي مقابل الحراك الشعبي المتصاعد في انتظار ما يأتي به الغد من تطورات لعلها تحمل الحل للخروج من المأزق. الشعب الجزائري عبر بقوة بروح عالية وحكمة بالغة فلا تخيبوه ولا تبخسوه حقه ولا يهم أن يكون التحرك بالدستور أو خارجه وفي الوطن رجال لهم كفاءتهم واحترامهم فلنفوض الأمر إليهم ريثما نحل الإشكال القائم حول السلطة بطرق قانونية.