كثيرا ما نسمع عن قطار آخر ساعة، وكثيرا ما نرى الموجات، تتلاطم والسفن تترنح على إيقاعها وكأن تسونامي سيحدث.. وعادة ما ينزل الربانية، كأول هارب منها.... هذا بعيدا عن الواقع، إلا أن أنه أحيانا جزء من المخيال. أحزابنا بموالاتها ومعارضتها تنطلي عليها هذه الصورة في أبهى المعاني، حراك شعبي ضبط عقاربه على جمعته الخامسة، وأحزابنا تخرج منها تصريحات «تعشق الحراك وتخطب وده» بعدما كانت في حلقة منفصلة مع الشعب، وليست فقط مع قواعدها النضالية، الكل يتساءل ما سر هذه الدورات ذي 380 درجة، أهو، توبه سياسية «نصوحة» أم حسابات سياسوية، عمقها إحداثيات معادلات جديدة ضربت فيها أخماس في أسداس لله في خلقه شؤون وللسياسة شؤون وشجون، وأحاديثها أغرب من الفنون، يختلط نابلها بحابلها، لكن قاع المسألة أعمق بكثير، الشعب لفظ الأحزاب، ولم يعد يبوح لها بأسراره ومكوناته، لأنها طلقت قضاياه، ولم تركب موجته مع أول هدير الأحزاب عنوان بالبنط العريض لطبقة سياسة لو إحتكت بالمواطن، لكان درعها الواقي، ولمنحها وسام شرف، المساهمة والصدارة في كل حراك سلمي،. لا نفول الأوان قد فات ولا نجزم أن الشعب لا يعرف غثه من سمينه، فمن ينظم ويسير بعفوية حاملا حبه الأكبر لوطنه الكبير، يفهم بقوة الحس والإدراك أن أي حزب عليه أن يدافع عن براءته الشعبية قبل إنتماءاته السياسية، ومن هنا نسطتيع القول أن القطار قد عاد الى سكته الأولى.. طبعا بعد صفاء السريرة وبياض المواقف.