- «التسمية لا تهم بقدر المحتوى» أكد د. ناصر جابي الأكاديمي والباحث في علم الاجتماع السّياسي، أن المطالبين ب «الجمهورية الثانية» يقصدون من ورائها القطيعة مع النظام الحالي، والدخول في مرحلة وعلاقات ونظام سياسي ومؤسسات جديدة، وأضاف ناصر جابي أمس في مكالمة هاتفية مع «الجمهورية»، أن تسمية «الجمهورية الثانية» ظهرت في فترات زمنية محددة، حيث تشير إلى تراث سياسي مرتبط بمجتمعات أخرى غير المجتمع الجزائري، إذ أول ما عرف هذا المصطلح كان في فرنسا، باعتبار أن الفرنسيين شهدوا تاريخيا عدة جمهوريات كالجمهورية الأولى والثانية والثالثة، والخامسة. وبخصوص سؤال يتعلق بمن هي الجهة أو الشخصية أو الحزب الذين أطلقوا هذا المصطلح، صرح ناصر جابي بأنه وحسب اعتقاده فإن أول من تحدث بها هو المترشح للرئاسيات علي غديري، في برنامجه الانتخابي، حيث أعطاها معنى ضرورة القطيعة مع النظام الحالي والإعلان عن ظهور نظام جديد، مشيرا إلى أن التسمية في حد ذاتها ليست مهمة، لاسيما وأنها تحيل إلى تجربة محددة هي التجربة الفرنسية. مبرزا في نفس الوقت أنه وفي المجال السياسي فإن بلادنا تحتاج منا، أن نكون واضحين في المحتوى وليس الشكل، مثل ماذا نضع داخل هذه الجمهورية الثانية، هل معناها دستور جديد، توزيع الصلاحيات بين السلطات من منظور جديد، توازن بين الصلاحيات، هذا ما يهم الجزائريين، وتفيدهم في التفكير السياسي واتخاذ القرار والمواقف السياسية الملائمة، مشددا على أن البقاء في هذه المفاهيم وشرحها لا يفيد كثيرا، قائلا لنا :» ربما تفيد من الناحية الإعلامية، من خلال إدخال مفاهيم جديدة للسوق السياسية عندنا، لكن الأهم من المفهوم هو المحتوى، ماذا نضع في هذه القفة، السلة، وهذا هو الذي يهم الجزائريين». وختم جابي في حديثه معنا أنه يجب أن يتفق الجزائريون حول الأشياء التي يضعونها في هذه السلة، مثلا أن تكون الجمهورية الثانية «تعني الدستور كإطار قانوني جديد، إطار دستوري جديد، توزيع جديد متوازن للصلاحيات، لا يبقى النظام رئاسي مفرط في رئاسيته كما هو حاليا لا بد من صلاحيات أوسع للبرلمان، رئيس الحكومة وهذا لا بد ان يتفق حوله الجزائريون في النقاش.