منحت لنفسها لقب راعية السلام العالمي واعطت لسياستها عنفوانا متهورا لم تشهده حتى مرحلة ما بعد الحرب الكونية الثانية وسارت في طريق محموم في التسلح غير المسبوق ودخلت في صراعات مع المجموعات الدولية كان وما يزال العالم في غنى عنها .. إنها الولاياتالمتحدة التي اضحت تتدخل في كل شي في العالم مع أن السيادة اصبحت للشعوب وليست للعلاقات الدولية المعقدة. أمريكا ترى كل ما يحدث في مناطق التوترات مشرقا وغربا وهندا وفيتناما... وتصادق على المزيد من خراب المعمورة بسبب ترك الحبل على الغارب ونسج خيوط سياستها على المؤامرات المحبوكة بإحكام حتى تدوم لعبة المصالح الأمريكية بمباركة الدول السابحة في فلكها.. فلسطين المناضلة تئن تحت وطأة الحصار المضروب عليها جورا والكيان الصهيوني يتطاول يوميا على المزيد من الانتهاكات ولنا في قصة الجولان المحتل دليل دامغ على الدعم الأمريكي المطلق للصهاينة.. ليبيا أوضاعها ليست بخير بفعل التطورات الأخيرة ومع ذلك تتفوه أمريكا وبدون استحياء على أن الليبيين أدرى بشؤونهم إلا أنها تدعم من تدعم وتمنع من تمنع وهكذا دواليك تستفز الشعوب .. هي عضو كامل الحقوق في مجلس الأمن الدولي المفترض الراعي الأول للسلم الدولي. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن لا سلم تحقق في أية بقعة ولا استقرار استتب في أي بلد .. ومن يروج للاسلحة بيعا وتجارة إن لم تكن الولاياتالمتحدة المفككة الاوصال اجتماعيا والموحدة مؤامراتيا لضرب كل ما هو صالح للإنسانية.. فعلا إنها القطبية الأحادية التي جنت علينا ولم نجن أي جريرة على هذا العالم المسكين الذي طعن بالسكين غدرا ونكاية من أحبابه أولا وأعدائه ثانيا.