شهدت عمليات " الحرقة " منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فيفيري من هذا العام انخفاضا رهيبا فالكثير و الكثير من مشاريع الهجرة غير الشرعية تم إلغاؤها أو على الأقل تعليقها و الانضمام إلى المسيرات الشعبية اليومية أو الأسبوعية للمطالبة بالحقوق المدنية و السياسية و بالتغيير الجذري للنظام الذي حسب العديد من النشطاء كان هو السبب الرئيسي في أن يتحول البحر الأبيض المتوسط إلى فم كبير ابتلع الآلاف من شباب و شابات و أطفال الجزائر الذين لم يجدوا لهم موطأ قدم فيها ليحققوا آمالهم و تطلعاتهم رغم شساعة مساحتها و تعدد ثرواتها . " نشارك في مسيرات التغيير و ما يكلنيش الحوت " إنه الأمل في مواجهة اليأس ، التطلع لبناء الوطن على الانتحار غرقا ، الحياة في أحضان العائلة و الأصدقاء على الموت وسط الغرباء . لقد نجح الحراك الشعبي فيما عجزت عن تحقيقه مجهودات كل الأسلاك الأمنية و حراس السواحل و الفتاوى الدينية و التحاليل الاجتماعية و السياسية والبسيكولوجية في ثني الشباب عن الهجرة غير الشرعية فكان كافيا مسيرة واحدة حقيقية وطنية غير فلكلورية مطعمة بالكاشير و مدعمة بورقة 1000 دينار ليعود الوطن إلى قلب كل شاب كان يحلم ليل نهار بمغادرته في أقرب الآجال على زورق مطاطي .