بعد أن تم تدجينها و تحييدها بل و تحويلها إلى مجرد مطبعة تستنسخ الشهادات و توزعها على الجالسين على كراسيها و مدرجاتها ، ها هو الحراك الشعبي يبعث الروح من جديد في الجسد الجامعي و في الحركة الطلابية التي نسيت همومها اليومية الخاصة بمشاكل النقل و الاطعام و الإقامة و قلة الإمكانيات البيداغوجية و وسائل البحث العلمي و تسامت عن مطالبها الفئوية لتكون الرقم الصعب في معادلة المسيرات و موقف السلطة منها . و لأهمية الجامعيين أساتذة و طلبة في قيادة الحراك الشعبي باعتبارهم القاطرة النخبوية قام بحماقة منقطعة النظير و بسفاهة لا حد لها الوزير السابق غير المحاسب لحد الآن في توقيف الدراسة الجامعية لمدة شهر ظنا منه أنه بهذه الطريقة سيضرب الحراك شعبي في مقتل بقطع رأسه المفكر و هذا أكبر دليل على أن الجامعة تستحق رجلا أحسن منه بكثير يقدس العلم و البحث العلمي و لا يطيع أوامر تأتيه من غيابات مراكز الخديعة و الدسائس . اليوم الطلبة الجامعيون مستمرون و مصممون على مواصلة الاحتجاجات و الإضرابات إلى أن تتحقق مطالب الشعب كاملة برحيل هذه النظام الفاسد المفسد و لو كلفهم ذلك سنة بيضاء فسنة بيضاء حسبهم أهون عليهم من مستقبل أسود . هذا النظام الذي بسبب سياساته الحمقاء لم تعد الجامعة الجزائرية في قائمة الجامعات المصنفة عالميا لأنه اعتقد أن الجامعة هي مبنى ضخم بمدرجات و قاعات ومكيفة و كراسي جميلة و أعداد هائلة تدخل ثم تخرج بعد بضع سنين حاملة شهادة علمية ليفتخر هو بالأرقام في برامجه الخماسية العجاف .