دخل الحراك الشعبي يوم أمس جمعته التاسعة مواصلا حملة التنديد بالوضع القائم ،و المطالبة بالتغيير و رحيل ما تبقى من –باءات- الفساد ،معبرا عن إصراره على مواصلة المسيرات السلمية إلى أن تتم الاستجابة لكل مطالب الشعب الذي يخوض هذا الحراك بنفس طويل بجميع فئاته من شباب و نساء و كهول، من كل القطاعات والمهن بمن فيهم الشباب الذين يعتبرون رأس الحربة و الدم الذي يجدد الحراك و يبعث فيه الحياة ،و هو ما تبرزه لنا مسيرات الشباب و طلبة الجامعات الذين ينظمون مسيرات حاشدة عبر كل التراب الوطني حاملين انشغالاتهم و مطالبهم، مؤكدين على عزمهم القوي على إسقاط كل رؤوس الفساد و رجال السياسة الذين حكموا البلاد في السنوات الأخيرة بسياسة التهميش التي طالت الشباب الذي أصبح مرادفا في بلادنا لعبارة - بطالة و حرمان من حق العمل و الحياة الكريمة، و موت في زوارق الموت العابرة إلى الضفة الشمالية للبحر المتوسط، وهذا كله في ظل إستراتيجية ممنهجة لإقصاء الشباب الذين يعتبرون في بلدان أخرى هم أساس السياسات التنموية و هدفها المنشود ،فيما يغيب جانب هام من الاهتمام بهم عن مخططات التنمية في بلادنا، متسببا في معاناة كبيرة لهذه الفئة الواعية من شعبنا التي تتحكم جيدا في تكنولوجيا الاتصال و الإعلام عبر شبكات التواصل الاجتماعي و على رأسها الفايسبوك الذي يعد بامتياز وسيلة التواصل الأوسع انتشارا للشباب بشكل عام و الطلبة في عملية تسيير الحراك الشعبي وتبادل معلومات وأخبار الحراك.. ناهيك عن نشر جديد المسيرات عبر الوطن و توثيقها عبر الوسائل التكنولوجية الجديدة . إن مسيرات الحراك الشعبي السلمية تتميز برفع الأعلام الوطنية و اللافتات الحاملة لمطالب الشعب ، و تصوير تلك المسيرات بهواتف الذكية و هي ظاهرة عادية جدا ما دام الشباب يشارك بكثافة في هذه المسيرات، و ينسق مع شباب و طلبة آخرين في ولايات الوطن ، و يدعم التواصل معهم في جماعات عبر –الفايسبوك- ،تنشط في نشر كل جديد و التعليق على المستجدات و الأخبار و القرارات التي تصدر ، و التغيرات التي يعرفها مسار الحراك يوما بعد يوم من ردود فعل السلطة ،و عليه فان –الفايسبوك- يعد الواجهة الإعلامية و لسان حال الحراك الذي يتابع عن قرب تطورات و يوميات الحراك الشعبي برصد صوره و مسيراته ،و تحمل أيضا أخبار و متابعات و تعليقات و أخرى تخص تصريحات و ردود فعل السلطة و مقاطع فيديو و غيرها من المواد السمعية البصرية و الأخبار ذات الصلة بهذه الهبة الشعبية .