أبرز الباحثون المختصون في التاريخ القديم أول أمس بالمتحف العمومي للفن والتاريخ بتلمسان خلال الطبعة ال6 للملتقى الوطني" البيوتات العلمية الصغرى بحاضرة تلمسان"، العلوم الدينية التي اهتمت بها أسر العلماء المكونة من الأب والأبناء أو الأخوين، وهي عائلات انبثقت عنها رجالات الفقه والتصوف والتفسير والحفظ القرآني والإفتاء. حيث سلط المتدخلون الضوء في اللقاء الذي نظم بالتنسيق مع قسم التاريخ وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية لجامعة أبي بكر بلقايد على بعض البيوت، منها بيت " يحيى الونشريسي" صاحب كتاب " المعيار"، الذي هاجر إلى مدينة " فاس" المغربية واستقر وخّلف ولدا اسمه " عبد الواحد "، وبعد وفاته سنة 914 هجري،ورث عنه ابنه علم الإفتاء وتقلد كرسيا بجامعة القرويين بفاس ، لحين قتله من طرف السعدانيين المغاربة، بسبب تقديمه لفتوى لم ترقهم . هذا إضافة إلى بيت ابن صاحب الصلاة الذي خلف أبناءه في قيادة منبر الإمامة بتلمسان، أثناء العهد الزياني، وظلت هذه العائلة محافظة على المسار المسجدي الذي دأب عليه والدهم، و لم يبقى منها أي أثر في فترة قيام الدولة الموحدية ، وهو ما عكس اشتهار المدينة ببقاء البيوتات الكبرى اكثر منها الصغرى في نسلها المتواصل . وتحدّث المتدخلون خلال الملتقى عن علماء آخرين اتبعوا منهجا علميا متوارثا، منهم العلامة " ابن هدية " الذي أخذ خطة في تعليم الدين الإسلامي على يد والده وعرف بمسجلات علمية واسعة مع العلامة و الفيلسوف ابن خميس التلمساني، إضافة إلى " ابن الخياط" الذي ساهم في الحركة العلمية الفقهية و واصل أبناؤه نشرها ببلاد المغرب، أما " عبد النور الندرومي" فظهر أثناء الحقبة الزيانية بضواحي ندرومة و اشتهر أكثر إبان الوجود المرريني بتلمسان عندما سافر بمعية أبو الحسن المريني إلى تونس لنقل علوم الإفتاء، و أبرز المتدخلون الذين قدموا من جامعات تلمسان ووهران، معسكر ، غليزان ، خنشلة وسعيدة المكانة المرموقة التي احتلتها البيوتات الصغرى في تاريخ تلمسان والمغرب الأوسط والحضارة العربية الإسلامية بجميع أصولها ونسبها التي خلفها الآباء أمام الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية لدولة بني زيان ،مشيرين إلى علاقتهم بسلاطين عصرهم وكيفية تشييدهم للمساجد والمدارس العلمية و خزائن الكتب.