تحركت الديمقراطيات في العالم فأنتجت ثورات أرخت لها الأجيال وكتبت لها أسفار كبرى من الصفحات وتحركت الشعوب فاخرجت جمهوريات لم تألفها الانسانية من قبل وتحرك الجزائريون فاخرجوا حراكا قل نظيره في العالم بما تألق به من تحضر وتميز في المطلب و الايصال.. ولئن كانت للديمقراطية مبادئها المعروفة عالميا ولئن كانت لها أيضا مفاهيم مقدسة لحقوق الانسان .. فان الديمقراطية في الجزائر لها خاصية زادتها ميزانا في علاقاتها مع الدول والشعوب .. الحراك ولد ديمقراطية جزائرية بنكهتها الوطنية حبكت خيوطها حناجر الاصوات المنادية بالتغيير البعيد عن اية شوفينية مقيتة ديمقراطية تشرب من منهل التجارب الكبرى للشعوب العتيدة في هذا الميدان إلا أن الصبغة الجزائرية فرضت نفسها ومنطقها بقوة الحراك والوحدة المصاحبة له .. فلا هي ديمقراطية السترات الصفراء ولا لون آخر من ألوان الدنيا الزاهية فقط، لون الوطن الصادح بنشيد واحد ينطلق من أصوات موحدة فوق ارض واحدة قلبا وقالبا. هي إذن الديمقراطية بعيون جزائرية ترى ما لا يراه غيرها وتتطلع بما يتوافق وقناعاتها المحلية طالما أن المنتوج الديقراطي استحق فعلا دمغة «صنع في الجزائر»