برمج الديوان الوطني للثقافة و الاعلام ، عدة عروض لفيلم «مدام كوراج» بقاعة سينما السعادة ، حيث كان هواة الفن السابع بوهران، لاسيما الأفلام الجزائرية، على موعد لمشاهدة هذا العمل السينمائي المتميز للمخرج مرزاق علواش، الذي يعتبر مرآة عاكسة للواقع المر الذي يكابده الشباب ، التائه بين المشاكل الاجتماعية و تعاطي المخدرات، التي اختير أحد أنواعها ليكون عنوان هذا الفيلم ، الذي لا يزال يستقطب الجمهور خاصة الشباب ، ومنهم من شاهدوه أكثر من مرتين ، باعتبار أن قصته قريبة منهم .. بل وصورة طبق الأصل لما يعيشه الكثير من أقرانهم. تدور أحداث هذا الفيلم الذي أخرجه مرزاق علواش في 2015 ، على مدار 90 دقيقة من الزمن ، حول شاب في مقتبل العمر يدعى «عمر»، الذي جسده بإتقان عدلان جميل ، في أول تجربة له في التمثيل ، يعيش في بناء قصديري، مع أم لا تشفق على حاله ولا تبالي بمستقبله، وأخته صبرينة التي تنشط ضمن شبكة تروج للدعارة على شبكة الأنترنت ، يتعاطى عمر كل أنواع المخدرات لا سيما الأقراص المهلوسة أو ما يعرف ب «مدام كوراج»، كما يمتهن سرقة مجوهرات وحقائب النساء في الشوارع، إلى أن يقع في شباك الحب ذات يوم، بعد إقدامه على سرقة سلسلة من الذهب لتلميذة في الثانوية تدعى سلمى، غير أنه ندم على ما فعله لأول مرة في حياته ... فصحوة الضمير هذه جعلته يسرع للبحث عن سلمى من جديد ، حتى يعيد لها السلسة التي أهدتها لها والدتها قبل وفاتها ، و من هنا وقع عمر في حب سلمى في صمت ، لأنه في الأساس هادئ الطبع و قليل الكلام ، تتسارع وتيرة الأحداث بين مشاهد درامية و أخرى كوميدية، حيث يصر عمر الانتقام لأخته من مختار، رئيس شبكة الدعارة، الذي شوه وجهها بالضرب، من خلال محاولة قتله بالسلاح الأبيض.. كان الفيلم بمثابة صورة حقيقية ليوميات الشباب المنحرف، بسبب الفقر والحرمان والإدمان على المخدرات، وأغلبهم كانوا ضحايا لمحيطهم الأسري غير الصالح، في حين جاءت نهاية الفيلم مفتوحة، لأن المخرج فضل أن يترك مصير عمر، الذي يعيش حالة من التشرد والتمزق مجهولا، تجسد في لجوئه إلى العمارة التي تسكن فيها حبيبته للخلود إلى النوم ...