يبدو أن فضائل و نعم الحراك الشعبي لا تعد و لا تحصى على عدة قطاعات حررها و أطلق سراحها من يد مختطفيها كالعدالة و الإعلام و الجامعات و مختلف المؤسسات العمومية و الخاصة ، فالكل يعبر و يتكلم بلا خوف و لا وجل ، و عجلة المحاكمة تحركت لتحاسب من حول المال العام و ممتلكات الدولة إلى ملكية خاصة . فئات أخرى اجتماعية كسر الحراك الشعبي صورتها النمطية و أعاد لها قيمتها بعد عقود من معاناتها من الأحكام المسبقة و « الكليشيهات « السلبية ، إنهم سكان هامش المدينة الخارجين عن مجال العمران و الهياكل القاعدية و الخارجية و التنمية و التهيئة و الترميم و التزيين بل و حتى الاهتمام ، وصفوا بالعنف و الهمجية و وسموا بالفقر و الأمية و اتهموا باقتراف مختلف الأنواع الإجرامية لدرجة أن بعضهم يتحاشى ذكر الحي القاطن به خوفا من تصنيفه و الحكم عليه مسبقا بلا قرينة براءة تحميه فهو متهم بلا أدلة . بلا عراك كسر الحراك هذه الصور السلبية حينما تدفقت الآلاف من أحياء الهامش إلى قلب المدينة يرددون شعارات السلمية و ينتجون مشاهد خالدة لا فرق بينهم و بين أبناء الأحياء الراقية و العائلات الميسورة فحب الوطن و الهدف الموحد في طرد عصابات و عصب الفساد شكل وعيا حضاريا امتزجت في وعائه الطبقات الاجتماعية و الفوارق المالية و المؤهلات العلمية و الفكرية و الاختلافات الإيديولوجية و السياسية فأنتجت خليطا رائعا بمذاق الرقي و التحضر .