تطورت ظاهرة الغش في الميزان و تجاوزت الموازين القديمة ذات الكفتين التي كان يتلاعب فيها بعض التجار بالمكيال باستعمال علب الطماطم أو حجر او دفع الكفة باليد أو وضع مادة أسفل الكفة تساعد في زيادة الثقل عند وزن المنتوج ليصل الغش إلى الميزان الإلكتروني الذي توسع استعماله بين كل الباعة و التجار في الأسواق و محلات الخضر و الفواكه و المواد الغذائية. و يكاد أن يجزم الزبون انه باستعمال الميزان الإلكتروني تراجعت ظاهرة الغش و أن البائع لن يتمكن في التلاعب كون هذا الجهاز لا يحتوي على كفتين و لا يعتمد على المكيال لتحديد وزن المنتوج كما أن المبلغ و الوزن يكونان على مرأى من الشاري إذ يظهر ان على شاشة صغيرة مقابلة للزبون، و هذا ما إعتقدناه أيضا قبل ان نكتشف حقيقة بعض التجار الذين يجري الغش في دمائهم متجاهلين كل القيم و تعاليم الدين الحنيف و يعتمدون في تعاملاتهم التجارية على كل مظاهر الغش و اولها الغش في الميزان و مص دم المواطن المغلوب على أمره بما قل من الدنانير أو كثر. جولتنا في أحد الأسواق الكبرى في المدينة و مراقبة بعض الباعة عن كتب لم تمكنا من الشك في أي شيء، عمليات وزن كل من الخضر آو الفواكه آو اللحم بكل أنواعه و حتى التوابل كانت تبدو عادية و صحيحة إلى أن الكشف عن واقع بعض التجار ان لم نقل أغلبهم يقومون بالتلاعب في السعر الإجمالي للمنتوج و مضاعفته دون ان ينتبه الشاري، مثلا إذا أراد الزبون شراء 500 غرام من اللحم بسعر 1500 دج لليكلوغرام الواحد فيقوم البائع بزيادة 100 دينار أو اكثر و يقوم بوزن اللحم ليظهر في الشاشة مبلغ 750 دج و هو المبلغ الحقيقي إلا ان حقيقة وزن اللحم الذي حصل عليه هو أقل من 500 غرام، و من التجار من يقول الزبون عند شراء 1 كغ من الفاصولياء ب300 دج مثلا الوزن تجاوز الكيلو و بالتالي زاد المبلغ الذي يظهر الشاري في الشاشة ب350 دج ، و هذا ما كشفه لنا بعض التجار مشيرين إلى ظواهر أخرى تعكس أقصى صور الغش و الفساد في أسواقنا