ليالي رمضان بوهران تختلف تماما عن النهار و منذ أول يوم من أول أسبوع لم تخل الشوارع الكبرى بالمدينة من حركة العائلات التي تخرج لتغير الجو و التخلص من تعب يوم كامل من الصيام و الضغط لتستمتع بنسمات ليل المدينة و تواصل السهر إلى ساعات متأخرة. و في جولة خرجت فيها «الجمهورية» لنقل تفاصيل الوجه الآخر لمدينة وهران في رمضان فاجأنا ذلك الازدحام الكبير للسيارات و الراجلين بجميع طرقات و شوارع و ساحات وسط المدينة انطلاقا من ساحة أول نوفمبر التي تكتظ عن آخرها مباشرة بعد صلاة التراويح بمختلف الفئات من نساء و أطفال و شيوخ و شباب وسط امن و أمان حيث تتجسد في تلك الساحة العريقة كل مشاهد الاستجمام بداية من لعب الأطفال و لعب رياضة العصى و الدومينو كما يتواعد الجيران و الأحباب للالتقاء هناك كما تنشط بعض الفرق الموسيقية الفلكلورية عروض خاصة لإنعاش الأجواء في كل سهرة كما لاحظنا أيضا توافد العائلات على مسرح عبد القادر علولة للاستمتاع بالعروض الفنية و هكذا تتواصل حركة الليل الجميل باتجاه شوارع الأمير عبد القادر و خميستي و العربي بن مهيدي حيث يتزايد الإقبال على محلات بيع الملابس و الأحذية، و يتجه عدد كبير من العائلات سيرا إلى غاية ساحة سيدي ومحمد مرورا بواجهة البحر حيث تمتلئ الساحة عن آخرها، و من العائلات من تزين قعدتها بإحضار القهوة و الشاي و الحلويات و نفس المشهد رأيناه على مستوى الحديقة المتوسطية بالعقيد الذي تكتظ أيضا شوارعه الكبرى بالمتسوقين القادمين من كل صوب أخذا مكان و شهرة سوق شوبو الذي يعرف بسوق دبي و الذي وقفنا فيه على حركة المواطنين في الشارع الطويل و التي تسجل تراجعا مقارنة بالسنوات الماضية حسب ما ذكره بعض التجار إلا أن إقبال العائلات على المرطبات و المثلجات لم يتوقف منذ أول ليلة من رمضان الكريم. و ما يعكر صفو الأجواء و متعة المتجول في شوارع المدينة هو ذلك الازدحام الكبير للسيارات و الفوضى التي تسجل على طول كل المسارات المؤدية إلى وسط المدينة نتيجة عن تنظيم حركة السير بالوجه المطلوب فضلا عن غياب الإنارة العمومية ببعض شوارع وسط المدينة كشارع خميستي تحديدا عند سوق ميشلي و جزء كبير من الواجهة البحرية و كذا شارع بن زرجب انطلاقا من محور دوران خنق النطاح حيث يعتمد المتجولون على الأضواء المنبعثة من المحلات .