- المصطافون يطالبون بفتح حظيرة السيارات، توفير محلات للأكلات الخفيفة والمياه في المرشات وتنظيف المراحيض الشاطئ الاصطناعي لوهران، متنفس سياحي استجمامي جديد لسكان المدينة، إذ ومباشرة بعد افتتاحه، توافد الكثير من الشباب والعائلات لاكتشاف جمالية هذا الشاطئ الجديد، الذي يقع بجوالق وهران، ويطل عليه أحد أفخم فنادق الولاية، «الشيراطون» ومعه «فور بوينتس». كانت الساعة تشير إلى ال10 والنصف ونصف صباحا، من نهار أول أمس عندما وصلنا إلى وجهتنا، كانت الرطوبة مرتفعة، والحرارة تحبس الأنفاس، صحيح أن الطريق لم يكن معبدا من المدخل الرئيسي إلى غاية الشاطئ، ولكن كانت سيارات المصطافين تتدفق الواحدة تلو الأخرى، قاصدة هذا المكان الذي انتظره سكان وهران بفارغ الصبر منذ سنوات، حيث كانت الفرحة بادية على وجوه الأطفال والشباب وحتى الكبار، الذين وجدناهم ينزلون بشمسياتهم وكراسيهم البلاستيكية وعلب التبريد، السلم الاسمنتي الذي تم تشييده للراجلين، وما زاد من جمالية اللوحة الفنية التي صنعها هذا الشاطئ الاصطناعي الجديد، هو مشهد البواخر والسفن التي كانت تزين عرض الساحل الوهراني، حيث وبينما كان الأطفال الصغار يسبحون ويلعبون بالرمال، أمام أعين آبائهم وأمهاتهم، توقف الجميع ليشاهد سفينة ركاب قادمة من «مارسيليا»، وهي تتأهب لدخول ميناء وهران، في لوحة إبداعية جميلة دفعت ببعض الشباب لالتقاط « صور سلفي « لنشرها في صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك». وبالرغم من أن عدد المصطافين لم يكن كبيرا في اليوم الأول من افتتاحه، إلا أن ما لاحظناه ونحن نستطلع هذا الشاطئ، هو أن أغلبيتهم من الطبقة المتوسطة والفقيرة أو كما يقال عندنا بالعامية ب«الزوالية» حيث وحسبما أكده لنا بعض ممن تحدثنا إليهم، فإن الكثير منهم عاطل عن العمل أو أجرتهم الشهرية هزيلة، بل ويقطنون في أحياء شعبية محرومة، على غرار «كارطو» و«قمبيطة»و»الحمري» وحي «الياسمين» وحتى من بلديات «بن فريحة» و«الحاسي»، إذ أنهم وجدوا في هذا الفضاء الاستجمامي الجديد متنفسا لهم يخفف عنهم عبء مصاريف الذهاب إلى « الكورنيش « الوهراني، الذي كان يكلفهم عادة ما بين 2500 إلى 3000 دج في اليوم الواحد، لتنخفض نفقاتهم بشكل محسوس بعد افتتاح هذا الشاطئ إلى 200 دج أو أقل من ذلك، لاسيما بعدما ربحوا مصاريف النقل التي كانت تكلفهم أحيانا ما بين 1500 إلى 1800 دج، زيادة على توفر الأمن في الشاطئ ووقوعه في مكان استيراتيجي لا يبعد كثيرا عن المدينة، وحتى طريقة تهيئته تمت بشكل يشبه كثيرا الشواطئ الطبيعية المنتشرة عبر كامل سواحل القطر الوطني، حيث تم تغطية الشاطئ بالرمال، وتخصيص مكان للكرة الطائرة، فضلا عن تدعيم الشاطئ بأعوان الحماية المدنية للسهر على راحة وطمأنينة المصطافين، غير أنه وحسب ما أكده لنا بعض المصطافين فإنه من بين النقائص التي تم تسجيلها بعد افتتاح شاطئ وهران، هو انعدام محلات لتسويق الأكلات الخفيفة ومياه الشرب والقهوة والشاي والحلويات، زيادة على عدم توفر الماء بالمرشات التي تم تشييدها في الشاطئ، وتنظيف دورات المياه المراحيض التي وجدناها في حالة كارثية.كما عبرّ لنا العديد من المواطنين، عن استيائهم من عدم فتح حظيرة السيارات المقابلة للشاطئ، إذ أن العديد منهم اشتكى من السلالم الطويلة، التي عجز بعضالمسنين والمرضى عن استعمالها، وهو ما يحرمهم من متعة مشاهدة، هذا الشاطئ الذي من الممكن توسعته مستقبلا لاستقطاب المزيد من السياح والمصطافين، خصوصا وأنه مؤهل ليكون رئة وهران الساحلية، وموردا يذر الكثير من العائدات المادية للخزينة العمومية، لاسيما وأن الكثير من الدول، أضحت تعتمد كثيرا على السياحة لتطوير الاقتصاد والرفع من مستوى الاستثمارات. كانت الجولة الاستطلاعية التي قادتنا إلى هذا المكان، جميلة وممتعة حيث وبعدما كان شاطئ وهران، في الماضي القريب مكانا غير مسموح للسباحة، ها هو يتحول اليوم إلى مقصد ل«الزوالية»، الذين لا يملكون الإمكانيات المادية، للذهاب إلى « الكورنيش الوهراني « وتحمل زحمة الطريق، وغلاء المواد الاستهلاكية التي تزيد أحيانا ب20 إلى 40 بالمئة عن ثمنها الحقيقي، إذ بات بإمكان المواطنين اليوم الذهاب مشيا على الأقدام إلى الشاطئ، والتمتع بمنظر ميناء وهران وقضاء سويعات تنسيهم تعب الحياة وتخفف عنهم تراجع قدرتهم الشرائية وغلاء المعيشة وأزمة السكن والبطالة، وهي المشاكل التي يعاني من أغلب المواطنين الجزائريين من ذوي الدخل الضعيف. فقط تجدر الإشارة إلى أنه ومع افتتاح هذا الشاطئ الاصطناعي الجديد، بدأ طريق «الجوالق» من إقامة الباهية إلى غاية سيدي امحمد، يشهد زحمة واختناقا كبيرا في السيارات، بسبب توافد الكثير من المصطافين على هذا المكان، وهو ما يستدعي تدخلا عاجلا من قبل المسؤولين المعنيين إيجاد حل في أقرب الآجال، حتى لا يتحول إلى نقطة سوداء تزعج السائقين وتشل الحركة على طول هذا المسلك.