في زمنِ الألسنةِ الخرساءْ العدلُ مريضٌ وضريرٌ يتجوّلُ من غير رداءْ يبحثُ عن خبزٍ في الأرصفةِ ويسألُنا عن قطرةِ ماءْ والريحُ تدكُّ منازلنا وتعيثُ فسادًا في الأنحاءْ والجوع طريقٌ ممتدٌ يرنو للجوع باستهزاءْ قد سرقوا الحنطةَ ما تركوا من تلك الحنطةِ غير هواءْ لا أملك إلا ذاكرتي وبعض شجيرات الزيتون لا أملك إلا ذاكرتي وبقايا العقل المجنون فاعذرني إن صرتُ رمادًا في زمني زمن الأشباحْ بعضُ نباتاتٍ في أرضي نبتت بسفاح من دون ملامحِ يا زمنٌ يقتاتُ على فقر الفقراءْ ووقود الحربِ هم الفقراءْ وأوراق صناديق الساسةِ يوم الزينةِ ينتخبون الأعضاءْ ويموتون جياعًا مظلومين على عتباتِ من انتخبوهم ورصيفُ الشارع صار «وكالة أنباء» الرايةُ تدمي في كفي والنصرُ حكايا للترفيه! لو عاد الأشرمُ أبرهةٌ لن يجد أبابيلا ترميه فالأمةُ غرقى لا تدري المَخرج من أرض التيه ... تخبرني أشجار حديقتنا بأنك أتي لتحرر أفئدة المصلوبين علي جدران الخوف وتزيل هموم الوطن المنكوب وتمحو أنيني ومأساتي وتقود جموع الضعفاء تشعل في التيه القنديل تتصدى للزحف العاتي أزهار الفكر لا تنمو ولا تترعرع في ظل القهر لا تتدفق كالماء العذب لتبدل أوجاع النهر تموت تلك الأزهار وتتبخر حين يهوى الجلاد بالسوط علي الظهر يا هذا الجالس فوق معقده والأمر والناهي الناعق عبر التلفاز في كل صباح ومساء ما عدنا نصدق أكاذيبك وسئمنا من تلك الحيل البلهاء أشباحك تغتال مدينتنا وتصادر زقزقة الشحرور حين تداعب شرفتنا وتصب مثل الصنبور علي الأزهار الماء