يعيش الحرفي ميلاط عمار من قسنطينة على ما تجود بيه التحف الفنية التقليدية التي يصنعها بأنامله منذ عدة سنوات فهي الحرفة التي يمتهنها بشكل يومي ليغطي احتياجات أسرته من جهة ، وليشبع رغبته في صناعة تحف من إبداعاته من جهة أخرى لاسيما و أنها موهبة وحرفة أحبها وأتقنها بشكل جيد بشهادة الكثيرين، ممن يستهويهم هذا الفن الذي يبدو بسيطا، لكنه يتطلب روحا إبداعية وصبرا في تجسيد التفاصيل الصغيرة والنقوش المختلفة على الزجاج و الخشب و غيرها من المواد التي يحولها إلى تحف جميلة تجذب الأنظار نحوها و تجعلهم يتسارعون لإقتناءها. و في حديثه عن هذه الحرفة قال إنها تتطلب جهدا ووقتا من الحرفي الذي يصنعها من مادة خام تتمثل في مخلفات الخشب أو الزجاج و مختلف الأشياء الأخرى من علب و مخلفات الأشياء، ليحولها بعد مراحل تبدأ من التشكيل حسب التحفة المراد التحصل عليها و تنتهي بالنقش والكتابة كآخر مرحلة حتى تكون جاهزة للتسويق منها الآلات الموسيقية والأواني التقليدية و التحف المصنوعة من الفخار و الزجاج والخشب، و منها ما يكون حسب الطلب من مختلف الأشكال والأحجام التي تمثل مجتمعة متحفا تقليديا يجذب الزائر لاستكشافه. وأوضح الحرفي أنه يواجه بعض الصعوبات المتعلقة بنقص المادة الأولية ، و كذا تسويق منتوجه الذي لا يتم حسبه إلا من خلال المشاركة في المعارض التقليدية و بطرقه الخاصة في التنقل بين الولايات الساحلية ، فهو لم يستفد من محل خاص به ، يمارس فيه الحرفة بأريحية، وذلك كله في ظل نقص الدعم من طرف غرفة الصناعات التقليدية التي كانت في الماضي تساعد في تنظيم المعارض بشكل يخدم الحرفي.